التوحيد أحسن الحسنات وأعظمها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“اللَّه خَلَقَ الْخَلْقَ لِعِبَادَتِهِ الْجَامِعَةِ لِمَعْرِفَتِهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ وَمَحَبَّتِهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ فَبِذِكْرِهِ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ؛ وَبِرُؤْيَتِهِ فِي الْآخِرَةِ تَقَرُّ عُيُونُهُمْ وَلَا شَيْءَ يُعْطِيهِمْ فِي الْآخِرَةِ أَحَبُّ إلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إلَيْهِ؛ وَلَا شَيْءَ يُعْطِيهِمْ فِي الدُّنْيَا أَعْظَمُ مِنْ الْإِيمَانِ بِهِ. وَحَاجَتُهُمْ إلَيْهِ فِي عِبَادَتِهِمْ إيَّاهُ وَتَأَلُّهِهِمْ كَحَاجَتِهِمْ وَأَعْظَمَ فِي خَلْقِهِ لَهُمْ وَرُبُوبِيَّتِهِ إيَّاهُمْ.. بَلْ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، وَلِهَذَا كَانَ اللَّهُ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ، وَلِهَذَا كَانَتْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ أَحْسَنَ الْحَسَنَاتِ، وَكَانَ التَّوْحِيدُ بِقَوْلِ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ؛ رَأْسَ الْأَمْرِ” (مجموع الفتاوى 1/23)

حقيقة العبودية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“النَّفْس لَيْسَ لَها نَجاةٌ ولا سَعادَةٌ ولا كَمالٌ إلّا بِأنْ يَكُونَ اللَّهُ مَعْبُودَها ومَحْبُوبَها، الَّذِي لا أحَبَّ إلَيْها مِنهُ، ولِهَذا كَثُرَ فِي الكُتُبِ الإلَهِيَّةِ الأمْرُ بِعِبادَةِ اللَّهِ وحْدَهُ، ولَفْظُ العِبادَةِ يَتَضَمَّنُ كَمالَ الذُّلِّ بِكَمالِ الحُبِّ. فَلا بُدَّ أنْ يَكُونَ العابِدُ مُحِبًّا لِلْإلَهِ المَعْبُودِ كَمالَ الحُبِّ، ولا بُدَّ أنْ يَكُونَ ذَلِيلًا لَهُ كَمالَ الذُّلِّ، فَمَن أحَبَّ شَيْئًا ولَمْ يَذِلَّ لَهُ لَمْ يَعْبُدْهُ، ومَن خَضَعَ لَهُ ولَمْ يُحِبَّهُ لَمْ يَعْبُدْهُ، وكَمالُ الحُبِّ والذُّلِّ لا يَصْلُحُ إلّا لِلَّهِ وحْدَهُ، فَهُوَ الإلَهُ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبادَةِ الَّتِي لا يَسْتَحِقُّها إلّا هُوَ، وذَلِكَ يَتَضَمَّنُ كَمالَ الحُبِّ، والذُّلِّ، والإجْلالِ، والإكْرامِ، والتَّوَكُّلِ، والعِبادَةِ”. (الجواب الصحيح ٦/‏٣١).

سبب كل صلاح في الأرض وسبب كل شر

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“ومَن تَدَبَّرَ أحْوالَ العالَمِ وجَدَ كُلَّ صَلاحٍ فِي الأرْضِ فَسَبَبُهُ تَوْحِيدُ اللَّهِ وعِبادَتُهُ وطاعَةُ رَسُولِهِ ﷺ. وكُلُّ شَرٍّ فِي العالِمِ وفِتْنَةٍ وبَلاءٍ وقَحْطٍ وتَسْلِيطِ عَدُوٍّ وغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَسَبَبُهُ مُخالَفَةُ الرَّسُولِ ﷺ والدَّعْوَةُ إلى غَيْرِ اللَّهِ. (مجموع الفتاوى 15/25)

أحب أهل الجنة تكن معهم يوم القيامة

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
أَحِبَّ أهل الجنة تكن معهم يوم القيامة.
وأَبْغِضْ أهل المعاصي يحبّك الله.
والمؤمنون شهود الله في الأرض.

جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يُفتح به

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يُفتح به؛ فجعل مفتاح الصلاة: الطهور. ومفتاح الحج: الإحرام. ومفتاح البر: الصدق. ومفتاح الجنة: التوحيد. ومفتاح العلم: حُسن السؤال وحسن الإصغاء. ومفتاح النصر والظفر: الصبر. ومفتاح المزيد: الشكر. ومفتاح الولاية: المحبة والذكر. ومفتاح الفلاح: التقوى.

لماذا سمى الله تعالى الكفر ظلمة والإسلام نورًا؟

قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) البقرة: 257.
سُمي الكفر ظلمة لالتباس طريقه، وسُمِّي الإسلام نورًا لوضوح طريقه.

ما الظلمات التي يخرج منها المؤمن عند إيمانه؟ وما النور الذي يلاقيه؟

قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) البقرة: 257.
فأخرجهم من ظلمات الكفر والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والطاعة والعلم، وكان جزاؤهم على هذا أن سلَّمهم من ظلمات القبر والحشر والقيامة إلى النعيم المقيم والراحة والفسحة والسرور.

لماذا وُحِّدَ لفظ ﴿النور﴾، وجمع لفظ ﴿الظلمات﴾ في الآية؟

قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 257.
وحَّد تعالى لفظ النور، وجمع الظلمات؛ لأن الحق واحد، والكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة.

أسعد الناس بشفاعة رسول الله ﷺ يوم القيامة

عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه».

النبي ﷺ يخبر عن ثلاثة لهم أجران

عن أبي بردة قال: قال رسول الله ﷺ: ” ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد ﷺ، والعبد المملوك إذا أدّى حق الله وحقّ مواليه، ورجل كانت عنده أمَة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران”.

الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد

عبد الله بن عباس، أخبره قال: أخبرني أبو سفيان بن حرب، “أن هرقل، قال له: سألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك هل يرتد أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان، حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد”.

فضل لا إله إلا الله وما معها من خير

عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برَّة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير).
برة: قمحة.
ذرة: أقل شيء يُوزن.