حاجة النفوس إلى محبة الله وعبوديته

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“النفوس محتاجة إلى الله؛ من حيث هو معبودها ومنتهى مُرادها وبغيتها، ومن حيث هو ربّها وخالقها، فمن آمن بالله ربّ كل شيء وخالقه، ولم يعبد إلا الله وحده بحيث يكون الله أحبّ إليه من كل ما سواه، وأخشى عنده من كل ما سواه، وأعظم عنده من كل ما سواه، وأرجى عنده من كل ما سواه، بل مَن سوَّى بين الله وبين بعض المخلوقات في الحبّ بحيث يحبُّه مثل ما يحبّ الله، ويخشاه مثل ما يخشى الله، ويرجوه مثل ما يرجو الله، ويدعوه مثل ما يدعوه؛ فهو مشرك الشرك الذي لا يغفره الله، ولو كان مع ذلك عفيفًا في طعامه ونكاحه، وكان حكيمًا شجاعًا” (الجواب الصحيح 6/32)

لماذا وُحِّدَ لفظ ﴿النور﴾، وجمع لفظ ﴿الظلمات﴾ في الآية؟

قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 257.
وحَّد تعالى لفظ النور، وجمع الظلمات؛ لأن الحق واحد، والكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة.

من أهم أسباب خسارة ولاية الله تعالى وتوفيقه

الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 257.
تولوا الشيطان وحزبه، واتخذوه من دون الله وليًّا ووالوه، وتركوا ولاية ربهم وسيدهم، فسلَّطهم عليهم عقوبةً لهم فكانوا يؤزونهم إلى المعاصي أزًّا، ويزعجونهم إلى الشر إزعاجًا، فيخرجونهم من نور الإيمان والعلم والطاعة إلى ظلمة الكفر والجهل والمعاصي، فكان جزاؤهم على ذلك أن حُرِمُوا الخيرات، وفاتهم النعيم والبهجة والمسرات.

النهي عن مخالطة كل مشرك

قال تعالى: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) البقرة: 221.
﴿ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾ أي: في أقوالهم أو أفعالهم وأحوالهم؛ فمُخالِطهم على خطر منهم، والخطر ليس من الأخطار الدنيوية، إنما هو من الشقاء الأبدي. ويستفاد من تعليل الآية: النهي عن مخالطة كل مشرك ومبتدع؛ لأنه إذا لم يجز التزوج مع أن فيه مصالح كثيرة فالخُلطة المجردة من باب أولى، وخصوصًا الخلطة التي فيها ارتفاع المشرك ونحوه على المسلم.

سبب وقوع بعض العباد في الرياء

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
«أول مَن تُسعَّر به النار من الموحدين: العباد المراؤون بأعمالهم، وأولهم العَالِم، والمُجاهِد، والمُتصدِّق للرياء؛ لأن يسير الرياء شرك، ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق».

فضل الإيمان، والتحذير من الشرك

قال رسول الله ﷺ: “إنَّ الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يُعْطَى بها في الدنيا، ويُجْزَى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطْعَم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يُجْزَى بها”
في هذا الحديث يظهر عظيم عدل الله سبحانه، وأنه لا يظلم الناس شيئًا، فلا ينقص المؤمن ثواب حسنة عملها، فإنه يُعْطَى بها في الدنيا، مع ما يدّخر له في الآخرة. وأما الكافر فإنه رغم أن الله لا يُقبل منه؛ لأنه لم يؤمن بالله ولم يؤمن بمحمد رسول الله، إلا أن الله لا يظلمه عمله فيكافئه عليه في الدنيا، فيُطْعِمه به حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يُجْزَى بها.

خمسة أشياء لا تتم سلامة القلب بدونها

قال تعالى: (يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء: 88-89.
قال ابن القيم -رحمه الله-: “فهذا القلب السليم في جنَّة معجَّلة في الدنيا، وفي جنَّة في البرزخ، وفي جنَّة يوم المعاد، ولا يتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شركٍ يُناقض التوحيد، وبدعة تخالف السُّنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، ومن هوًى يناقض الإخلاص”.

تحريم الجرأة على الفتوى والقول على الله بغير علم

تحريم الجرأة على الفتوى والقول على الله بغير علم:
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ النحل: 116.
﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ الأعراف:33.

ما هو الشرك؟ وما وأنواعه؟

س – اذكر الشرك وأنواعه.
ج- الشرك هو عبادة إلهٍ آخر مع الله تعالى.
وله أنواع، فمنها:
– شرك أكبر؛ مثل: دعاء غير الله تعالى، أو السجود لغيره سبحانه.
شرك أصغر؛ مثل: الحلف بغير الله تعالى، أو تعليق التمائم، وهو ما يُعلَّق من الأشياء لجَلْب نفع أو دَفْع ضُرّ.
فمن صرف شيئًا من أنواع العبادة؛ كالدعاء والذبح والنذر والصلاة والاستغاثة والخوف والرجاء والتوكل ونحوها، لغير الله تعالى فقد أشرك بالله.

ما أعظم الذنوب؟

س- ما أعظم الذنوب؟
ج- الشرك بالله تعالى.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ النساء: 48 ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ النساء: 116

ماذا يقول الله لأهون أهل النار عذابًا؟

عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:
«يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا؟
فَيَقُولُ: نَعَمْ.
فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ -أَحْسَبُهُ قَالَ- وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ؛ فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ». (صحيح مسلم 2805).

أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها إثمًا

قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْييَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ( [الأعراف: 33].
القولُ على الله بغير علم أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها إثمًا؛ فإنَّه يتضمن الكذب على الله، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله، وإبطال ما حقَّقه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.