من آيات الله تعالى وأدلة توحيده وبراهين قدرته

قال الله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور:6].
قال السعدي رحمه الله: “(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) أي: المملوء ماء، قد سجره الله، ومنعه من أن يفيض على وجه الأرض، مع أن مقتضى الطبيعة أن يغمر وجه الأرض، ولكن حكمته اقتضت أن يمنعه عن الجريان والفيضان؛ ليعيش من على وجه الأرض، من أنواع الحيوان وقيل: إن المراد بالمسجور، الموقد الذي يوقد [نارًا] يوم القيامة، فيصير نارًا تلظى، ممتلئًا على عظمته وسعته من أصناف العذاب. هذه الأشياء التي أقسم الله بها، مما يدل على أنها من آيات الله وأدلة توحيده، وبراهين قدرته، وبعثه الأموات”

حاسب نفسك قبل عرض كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة

حاسب نفسك كل ليلة قبل أن تُحَاسَب. {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18].
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة: 6].
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30].
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49].

شدة الحشر وقرب الشمس من الناس يوم القيامة

قال ابن حجر رحمه الله: “ومن تأمل الحالة المذكورة (شدة الحشر وقرب الشمس من الناس يوم القيامة) عرف عِظَم الهول فيها، وذلك أن النار تحفّ بأرض الموقف، وتُدْنَى الشمس من الرؤوس قدر ميل، فكيف تكون حرارة تلك الأرض، وماذا يرويها من العَرَق حتى يبلغ منها سبعين ذراعًا، مع أن كل واحد لا يجد إلا قدر موضع قدمه، فكيف تكون حالة هؤلاء في عرقهم مع تنوُّعهم فيه، إنَّ هذا مما يبهر العقول ويدلّ على عظيم القدرة”.

الناس في الحشر ركبان أو مشاة أو على وجوههم

قال رسول الله ﷺ: «يُحشَرُ النّاسُ يومَ القيامةِ على ثَلاثةِ أصنافٍ: رُكبانٌ، ومشاةٌ، وعلى وجوهِهِم. فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، ويمشونَ على وجوهِهِم؟ قالَ: الَّذي أَمشاهم على أقدامِهِم قادرٌ أن يُمْشيَهم على وجوهِهِم».

تأثر بالقرآن وابكِ فالخطاب لك

قال تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ النساء: 41-42
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله ﷺ: اقْرَأْ عَلَيَّ قالَ: قُلتُ: أقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ قالَ: إنِّي أشْتَهِي أنْ أسْمعهُ مِن غيرِي قالَ: فَقَرَأْتُ النِّساءَ حتّى إذا بَلَغْتُ: {فَكيفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ، وجِئْنا بكَ على هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾ النساء: ٤١ قالَ لِي: كُفَّ – أوْ أمْسِكْ – فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفانِ.

ستر الله للمؤمن في الدنيا ومغفرته له في الآخرة

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا، أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتّى إذا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُها عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وأَنا أغْفِرُها لكَ اليَومَ، فيُعْطى كِتابَ حَسَناتِهِ، وأَمّا الكافِرُ والمُنافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهادُ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا على رَبِّهِمْ ألا لَعْنَةُ اللَّهِ على الظّالِمِينَ} [هود: ١٨] (صحيح البخاري ٢٤٤١).

ماذا يقول الله لأهون أهل النار عذابًا؟

عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:
«يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا؟
فَيَقُولُ: نَعَمْ.
فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ -أَحْسَبُهُ قَالَ- وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ؛ فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ». (صحيح مسلم 2805).

انتبه لما تُملِي في صحف أعمالك

قال الله تعالى: ‏{ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ }[التكوير: 10]
“”قال قتادة: يا ابن آدم تُملي فيها، ثم تُطْوَى، ثم تُنْشَر عليك يوم القيامة، فلينظر رجل ماذا يُمْلِي في صحيفته”” (الإمام ابن كثير).

من مواعظ القرآن في سورة الحج

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [سورة الحج: 1-2].

من مشاهد القيامة في سورة فصلت

قال الله تعالى: { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} [سورة فصلت: 19-24].

يخبرنا الله عن نهاية السد الذي بناه ذو القرنين

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسولِ اللهِ ﷺ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عن يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُهُ يقولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ، أَوْ تَجْمَعُ، عِبَادَكَ. (صحيح مسلم ٧٠٩).