من جوامع الكلم النبوية

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
“الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شيء فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ” (رواه مسلم ٢٦٦٤).
في الحديث: الأمرُ بفعل الأَسباب والاستعانة بالله.
وفيه: التسليم لأمر الله، والرضا بقدره عز وجل.
وفيه: ثبوت صفة المحبة لله عز وجل.
وفيه: أن الإيمان يشملُ العقائد القلبية والأَقوال والأَفعال.
وفيه: أن المؤمنين يتفاوتون في الخيرية، ومحبة الله والقيام بدينه، وأَنهم في ذلك درجات.

كيف يكون العبد حَسن الخُلق نحو أقدار الله عز وجل؟

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
“حُسن الخلق مع الله نحو أقداره أن ترضى بما قدر الله لك، وأن تطمئن إليه. وأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى ما قدّره لك إلا لحكمة وغاية محمودة يستحق عليها الشكر، وعلى هذا فإن حسن الخلق مع الله نحو أقداره هو أن الإنسان يرضى ويستسلم ويطمئن”

كيف يتعامل المسلم مع الأقدار غير المحبوبة؟

قال ابن القيم رحمه الله: «إذا جرى على العبد مقدور يكرهه، فله فيه ستة مشاهد:
أحدها: مشهد التوحيد، وأن الله هو الذي قدَّره وشاءَه وخلقه، وما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن.
الثاني: مشهد العدل، وأنه ماضٍ فيه حُكْمُه، عدلٌ فيه قضاؤه.
الثالث: مشهد الرحمة، وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه، ورحمته حشوه.
الرابع: مشهد الحكمة، وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدّره سدًى ولا قضاه عبثًا.
الخامس: مشهد الحمد، وأن له سبحانه الحمد التامّ على ذلك من جميع وجوهه.
السادس: مشهد العبودية، وأنه عبدٌ محضٌ من كل وجهٍ، تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه مِلْكه وعبده، فيصرّفه تحت أحكامه القدرية كما يصرفه تحت أحكامه الدينية».

ما مراتب الإيمان بالقدَر؟

الإيمان بالقدر خيره وشره على أربع مراتب:
الأول: الإيمان بأن الله تعالى عَلِم بكل بشيء جملةً وتفصيَلا: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هُوَ عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادَةِ﴾ الحشر ٢٢، وقال تعالى: ﴿وأنَّ اللَّهَ قَدْ أحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ الطلاق ١٢.
الثانية: الإيمان بكتابة ذلك، وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به عِلْمُه أنه كائن في اللوح المحفوظ: ﴿ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ ولا فِي أنْفُسِكُمْ إلّا فِي كِتابٍ مِن قَبْلِ أنْ نَبْرَأها﴾ الحديد ٢٢.
الثالثة: الإيمان بأن كل شيء يقع بمشيئة الله تعالى: ﴿ويَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ﴾ إبراهيم ٢٧.
الرابعة: الإيمان بأنه سبحانه هو المُوجِد للأشياء كلها، وأنه الخَالِق وحده ﴿اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ الرعد ١٦، ﴿وخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ الفرقان ٢.

ما هو الإيمان بالقدَر؟

الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان، وهو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدَره، وأنه الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا مَحيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خُطَّ في اللوح المسطور، وأن الله خالق أفعال العباد والطاعات والمعاصي، ومع ذلك فقد أمر العباد ونهاهم، وجعلهم مختارين لأفعالهم، غير مجبورين عليها، بل هي واقعة بحسب قدرتهم وإرادتهم، والله خالقهم وخالق قدرتهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.

ما أركان الإيمان؟ وما الدليل عليها؟

ما أركان الإيمان؟ ج- الإيمان أن تؤمن بـ 1- بالله تعالى. ٢- وملائكته. ٣- وكتبه. 4 – ورسله. 5- واليوم الآخر. 6- والقدر خيره وشره. والدليل: حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي ﷺ فقال: «فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ»صحيح مسلم: 8 الشرح و الإيضاح … اقرأ المزيد

ما يقدره الله تعالى على العباد من خير أو شر إنما هو لحكمة بالغة

قال ابن القيم رحمه الله: “وله سبحانه الحكمة البالغة في كل ما قدَّره وقضاه من خيرٍ وشرٍّ، وطاعةٍ ومعصيةٍ، وحكمة بالغة تعجز العقول عن الإحاطة بكُنْهها، وتكلّ الألسن عن التعبير عنها”

الإيمان بالقدَر يفعل العجائب

“فالإيمانُ بالقدَرِ حياةٌ؛ لأنَّه يفتَحُ لك في كلِّ ظُلمةٍ شُعاعَ ضياءٍ، وفي كلِّ عُسرةٍ بابَ رجاءٍ، ولولا الرَّجاءُ لَماتَ المريضُ مِن وهمِه قبل أن يُميتَه المرَضُ، ولقُتِلَ الجُنديُّ في الحربِ مِن خوفِه قبل أن يقتُلَه العدوُّ، ولولا الرَّجاءُ ما كانت الحياةُ””. [صور وخواطر: علي الطنطاوي ص ١٧١].

بشريات ومواساة للمريض

نخاطب المريض ونذكره ببشريات من النبي ﷺ وببعض رحمات الله تعالى له بسبب مرضه، ولتكن للمريض قدوة في أيوب ويجتهد في الدعاء والرقية ويبشر بالشفاء من الله.

إياك أن تعترض على قضاء الله وقَدَره

‏قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: “لأن أعضّ على جمرة حتى تبرد أحب إليَّ من أقول لشيء قد قضاه الله: ليته لم يكن” (صحيح الزهد لأبي داود 136).