تعريف القرآن والسُّنَّة

س- ما هو القرآن؟ وما هي السُّنَّة؟
ج- القرآن هو كلامُ اللهِ تعالى المُنزَّل على نبيه مُحمَّدٍ ﷺ، المُعْجِز بلفْظه ومعناه، المُتعبَّدُ بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أَوَّلِ سورة الفاتحة إلى آخِرِ سورة الناس”. قال تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ التوبة: 6.
ج- والسُّنة النبويَّة هي: كلّ قولٍ أو فِعلٍ أو إقرار أو صفة خَلْقِيَّة، أو خُلُقِيَّة للنبي ﷺ. وهي من الوحيِ الإلهيِ، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِن هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ النجم: 3- 4.

ما هو الإيمان بالرسل؟

والإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان، قال سبحانه: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إلَيْهِ مِن رَبِّهِ والمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ﴾ البقرة ٢٨٥.
ومعنى الإيمان بالرسل: هو التصديق التام بأن الله بعث في كل أمة رسولاً منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن الرسل كلهم صادقون، أتقياء أمناء، هداة مهتدون، وأنهم بلّغوا جميع ما أرسلهم الله به، فلم يكتموا ولم يغيّروا، أرسلهم إلى عباده؛ ليعلّموهم، ويبشروهم بالخير والجنة، وينذروهم عن الشر والنار.
– وأفضلهم أولو العزم، وهم: نوح عليه السلام. إبراهيم عليه السلام. موسى عليه السلام. عيسى عليه السلام. ومحمد ﷺ.

ما هو الإيمان بالكتب السماوية؟

الإيمان بالكتب أحد أركان الإيمان، كما قال سبحانه: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ والكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ والكِتابِ الَّذِي أنْزَلَ مِن قَبْلُ﴾ النساء ١٣٦.
ومعنى الإيمان بها التصديق بأن الله تعالى أنزل كتبًا على رسله إلى عباده، وأن هذه الكتب كلام الله تعالى تكلّم بها حقيقة كما يليق به سبحانه، وأن هذه الكتب فيها الحقّ والنور والهدى للناس.
– كالقرآن: على محمد ﷺ. – الإنجيل: على عيسى عليه السلام. – التوراة: على موسى عليه السلام. – الزبور: على داود عليه السلام. – صحف إبراهيم وموسى: على إبراهيم وموسى عليهما السلام.

ما أركان الإيمان؟ وما الدليل عليها؟

ما أركان الإيمان؟ ج- الإيمان أن تؤمن بـ 1- بالله تعالى. ٢- وملائكته. ٣- وكتبه. 4 – ورسله. 5- واليوم الآخر. 6- والقدر خيره وشره. والدليل: حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي ﷺ فقال: «فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ»صحيح مسلم: 8 الشرح و الإيضاح … اقرأ المزيد

التمسك بالوحيين سبيل عزة المسلمين

قال رسول الله ﷺ: “”تركتُ فيكم شيئَينِ، لن تضِلوا بعدهما: كتابَ اللهِ، وسُنَّتي”” (أخرجه الحاكم ٣١٩ وصححه الألباني في صحيح الجامع ٢٩٣٧).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “”كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته، وطاعة رسوله ﷺ.. وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك؛ فسببه مخالفة الرسول ﷺ، والدعوة إلى غير الله””. (جامع الرسائل 15/25).

استمسك بنور القرآن ولا تخسره

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [النساء: 174].
قال البقاعي: “” أي: واضحًا في نفسه موضحًا لغيره، وهو هذا القرآن، الجامع -بإعجازه وحسن بيانه- بين تحقيق النقل وتبصير العقل، فلم يبقَ لأحد من المدعوين به نوعُ عذر”” (نظم الدرر ٢/ ٣٧٩).

في الوحي كفاية وغنية عن غيره

وإذا كان خير القرون قد كفاهم الوحي، فهو لغيرهم كفاية، وقد قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[العنكبوت: 51]. [التجربة الدعوية للشيخ عبدالحميد ابن باديس].

الإخلاص هو خلاصة جميع الشرائع

‏ الإخلاص ثمرة الكتب المنزلة من عند الرب سبحانه وتعالى: ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً﴾ [الإسراء: 2]، قال الشنقيطي: “نهيهم عن اتخاذ وكيل من دون الله؛ لأن الإخلاص لله في عبادته هو ثمرة الكتب المنزلة على الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه”( أضواء البيان، 3/ 11).