من أسوأ الصفات في الإنسان
قال الأحنف بن قيس رحمه الله:
“أو لا أخبركم بأدوأ الداء: اللسان البذيء، والخلق الدنيء”. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٢١٢].
قال الأحنف بن قيس رحمه الله:
“أو لا أخبركم بأدوأ الداء: اللسان البذيء، والخلق الدنيء”. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٢١٢].
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ” صحيح البخاري: 2325 قال النووي: “هو شديد الخصومةِ، مأخُوذٌ من لَدِيدَي الوادي، وهما جانباه؛ لأنَّه كلما احْتُجَّ عليه بحُجَّة أخذَ في جانبٍ آخرَ، وأمَّا الخَصمُ فهو الحاذِقُ بالخُصُومَةِ، والمذمومُ هو الخصومة بالباطِلِ في رفع حقٍّ، أو إثباتِ باطلٍ”
قال ابن القيم رحمه الله:
“”فما أُزيلت النعم إلا بترك تقوى الله، والإساءة إلى الناس”” (أحكام أهل الذمة ١/٩).
قال النبي ﷺ: ( إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ) (صحيح البخاري 2325).
وهو الذي يبالغ في الخصومة، ويكثر منها دون اعترافه بالحقِّ وانقياده له وتسليمه به. والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق أو إثبات باطل.
(الألد) شديد الخصومة.
(الخَصِم) الحاذق بالخصومة المبالغ فيها.
قال النبي ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ؛ مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ) (صحيح البخاري 5757).
الحَلِف بغير الله من آفات اللسان التي يجب على المسلم التخلُّص منها؛ وذلك لأنَّ الحَلِف نوعٌ من التعظيم لا ينبغي صرفه إلاَّ لله عزَّ وجل، فلا يجوز الحلف بمخلوق كائنًا من كان.
قال الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: 65-66].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “”تدلُّ على أنَّ الاستهزاء بالله وبالرسول كفرٌ يَكفر به صاحبه بعد إيمانه”” (مجموع الفتاوى 7/273).
قال السعدي: “” فإن الاستهزاء باللّه وآياته ورسوله كفرٌ مخرج عن الدين؛ لأنَّ أصل الدين مبنيّ على تعظيم اللّه، وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مُنافٍ لهذا الأصل، ومُنَاقِض له أشد المناقضة”” (تفسير السعدي: ص343).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا. (تَعْنِي قَصِيرَةً). فَقَالَ ﷺ: (لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ). قَالَتْ: وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا فَقَالَ ﷺ: (مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا) (أخرجه أبو داود 4875 وصححه الألباني).
قال المناوي: “”حسبك من صفية أنها كذا وكذا تعني قصيرة. فقال: “”لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته”” أي: خالطته مخالطة يتغير بها طعمه وريحه لشدة نتنها وقبحها.. هذه غيبة منتنة لو كانت ممَّا يُمْزَج بالبحر مع عظمه لغيرته، فكيف بغيره؟ قال النووي: هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها، وما أعلم شيئًا من الأحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ”” (فيض القدير 5/411).
قال النبي ﷺ: “”إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ: أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ”” (صحيح البخاري 5628).
(أكبر الكبائر): أفظع الذنوب وأشدها عقابًا.
(يلعن) يسبّ ويشتم.
قال النبي ﷺ: (من الكبائر شَتْم الرجل والديه) قالوا: يا رسول الله، وهل يَشتم الرجل والديه؟! قال: (نعم، يسبُّ أبا الرجل فيسبُّ أباه ويسبُّ أمَّه فيسبُّ أمّه) (صحيح مسلم: 90).
(مِن الكبائر: شَتْم الرجل والديه) فيه دليلٌ على أنَّ مَن تسبَّب في شيء جاز أن يُنْسَب إليه ذلك الشيء، وإنما جعَل هذا عقوقًا؛ لكونه يحصل منه ما يتأذى منه الوالد تأذيًا ليس بالهيّن.
قال النبي ﷺ: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهِبْطُ إِلَى الأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالاً؛ فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِى لُعِنَ؛ فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلاً، وَإِلاَّ رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا) (أخرجه أبو داود 4905).
نهى النبي ﷺ عن لعن أيِّ شيءٍ لا يستحقُّ اللعن، وإن لم يكن من البشر، وبيَّن ﷺ أن اللعنة لا تُفتح لها أبواب السماء ولا الأرض، فإذا كان الذي لُعِنَ لا يَستحق تلك اللعنة؛ ترجع اللعنة إلى قائلها.
قال رسول الله ﷺ: (ليس المؤمنُ بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفَاحِش ولا البَذِيء) (أخرجه البخاري في الأدب المفرد 312، والترمذي 1977، وصححه الألباني).
“”(ليس المؤمن بالطَّعَّان) أيْ: الوقَّاع في أعراض الناس بنحو ذمّ أو غيبة.
(ولا اللَّعَّان) أي: الذي يُكثر لعن الناس بما يبعدهم من رحمة ربهم.
(ولا الفاحش) أي: ذي الفحش في كلامه وفعاله، (ولا البذيء) أي: الفاحش في منطقه وإن كان الكلام صدقًا”” (فيض القدير 5/360).
قال رسول الله ﷺ: “”مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ”” (صحيح البخاري 5754)