عليك بالصدق فلا فلاح للكاذبين – أُسُس ومبادئ قرآنية نافعة

تحلَّ بالصدق والزمه، فلا فلاح للكاذبين.
{إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 69]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

عليك بالصدق وإياك والكذب والخيانة والرياء والعُجب

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي: عليك بالصدق في المواطن كلها، وإياك والكذب والخيانة ومجالسة أصحابها، فإنها وِزْر كلها، وإياك والرياء في القول والعمل؛ فإنه شرك بعينه، وإياك والعُجب فإن العمل الصالح لا يُرْفَع فيه عُجْبٌ.

فوائد رائعة في تأليف القلوب

قال العلامة الصنعاني رحمه الله: انظر في حكمة الله ومحبَّته لاجتماع القلوب؛ كيف حرَّم النميمة -وهي صدقٌ-، لما فيها من إفساد القلوب، وتوليد العداوة والوحشةِ. وأباح الكذب -وإن كان حرامًا- إذا كان لجمعِ القلوب، وجلب المودة، وإذهاب العداوة.

تربية الأطفال على الدين والأخلاق

قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: ينبغي أن يُعلّم الطفل طاعة والديه ومُعلّمه وتعظيمهم. وإذا بلغ سبع سنين أُمِرَ بالصلاة، ولا يُسَامَح في ترك الطهارة ليتعوّد، ويُخوّف من الكذب والخيانة.

مختارات من أقوال الأديب مصطفى صادق الرافعي

قال الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله: –
أشدُّ ما في الكسل أنه يجعل العمل الواحد وكأنه أعمال كثيرة.
– الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة، ولكن الفضيلة الكاذبة رذيلتان.
– رؤية الكبار شُجعانًا هي وحدها التي تُخرج الصغار شُجعانًا. ولا طريقة غيرُ هذه في تربية شجاعة الأمة.

أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها إثمًا

قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْييَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ( [الأعراف: 33].
القولُ على الله بغير علم أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها إثمًا؛ فإنَّه يتضمن الكذب على الله، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله، وإبطال ما حقَّقه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.

التحذير من النفاق الأصغر

النفاق الأصغر لا يَخْرُجُ به العبد من الإسلام، ويستحق به الوعيد والعذاب دون الخلود في النار، وصاحبه تحت المشيئة؛ إن شاء اللهُ عَذَّبَه وإن شاء غَفَرَ له؛ وهو أن يَتَّصف بصفة من صفات المنافقين العمليَّة مع تصديق الباطن وإيمانه بالله ورسوله ﷺ، ومن هذه الصفات:
1- إخلافُ الوعد.
2- الكذب في الحديث.
3- الخيانة في الأمانة.
4- الغدر في العهود.
قال النبي ﷺ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَاا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) (صحيح البخاري 34، وصحيح مسلم برقم 58).

أقسام النفاق وأنواعه

النفاق على قسمين:
1- نفاق اعتقاد: وهو كفر أكبر ناقل من الملة وهو ستة أنواع: تكذيب الرسول، أو تكذيب بعض ما جاء به، أو بُغْض الرسول، أو بُغْض ما جاء به، أو المَسَرَّة بانخفاض دين الإسلام، أو كراهية انتصار الإسلام.
2- ونفاق عملي وهو كفر أصغر لا ينقل من الملة، إلا أنه جريمة كبيرة وإثم عظيم، ومنه ما ذكره النبي ﷺ في الحديث حيث قال: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) (صحيح البخاري 34، وصحيح مسلم برقم 58).

التحذير من كبائر اللسان

قال رسول الله ﷺ: “”مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ”” (صحيح البخاري 5754)

تعريف النبي ﷺ للغيبة

سأل النبي ﷺ أصحابه: (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ). قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ). قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ) [صحيح مسلم 2589].

الغِيبَة هي ذِكْر الإنسان الغائب بما فيه من نقصٍ ممَّا يكرهه. وإذا لم يكن ذلك العيب فيه كان هذا العمل بهتانًا وهو الكذب، فيجمع المغتاب بين كبيرتين: الغِيبَة والكذب والافتراء.

خطورة الكذب بقصد المزاح

قال النبي ﷺ: “”إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ، يَهْوِى بِهَا مِنْ أَبَعْدِ مِنَ الثُّرَيَّا”” (أخرجه أحمد 9209، وصححه الألباني).
وقال النبي ﷺ: (وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ) (أخرجه أبو داود 4990 وحسنه الألباني).
قال المناوي: “” كرَّره إيذانًا بشدة هلكته؛ وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم، وجماع كل فضيحة؛ فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة؛ كان أقبح القبائح”” (فيض القدير 6/368).

شؤم الكذب في البيع والشراء

قال النبي ﷺ: “”الْحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ”” (صحيح البخاري 1981).
وقال النبي ﷺ: (الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ) (أخرجه أحمد 7206، وصححه الألباني). فليحذر الذين يعتمِدون الحلف والأَيْمَان أداةً له في ترويج بضائعهم، ويُخفون عن الناس عيوب السلع.

(الحلف) اليمين والمراد بها هنا الكاذبة.
(مُنَفِّقَة) مُرَوِّجَة.
(مُمْحِقَة) مُذْهِبَة.
(للبركة) الزيادة والنماء من الله تعالى.