انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: اقْتَتَلَ غُلامانِ غُلامٌ مِنَ المُهاجِرِينَ، وَغُلامٌ مِنَ الأنْصارِ، فَنادى المُهاجِرُ أَوِ المُهاجِرُونَ، يا لَلْمُهاجِرِينَ وَنادى الأنْصارِيُّ يا لَلأَنْصارِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللهِ ﷺ، فَقالَ: ما هذا دَعْوى أَهْلِ الجاهِلِيَّةِ قالوا: لا يا رَسولَ اللهِ، إلّا أنَّ غُلامَيْنِ اقْتَتَلا فَكَسَعَ أَحَدُهُما الآخَرَ، قالَ: فلا بَأْسَ وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخاهُ ظالِمًا، أَوْ مَظْلُومًا، إنْ كانَ ظالِمًا فَلْيَنْهَهُ، فإنَّه له نَصْرٌ وإنْ كانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ. (صحيح مسلم ٢٥٨٤).

دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ: هي قولهم: يالفلان أو يآل فلان؛ كان الرجل منهم إذا تغلب عليه خصمه نادى قومه فيبتدرون إلى نصره ظالمًا كان أو مظلومًا؛ جهلاً منهم وعصبية.

تذكر قدرة الله وعظمته‏ ولا تظلم أحدًا

إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 18].
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [الأنعام: 61].
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].

أبغضُ أهلِ المعاصِي إلى اللهِ تعالى

قال رسول الله ﷺ: ” أَبْغَضُ النّاسِ إلى اللَّهِ ثَلاثَةٌ: مُلْحِدٌ في الحَرَمِ، ومُبْتَغٍ في الإسْلامِ سُنَّةَ الجاهِلِيَّةِ، ومُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بغيرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ” صحيح البخاري ٦٨٨٢
“مُلحدٌ في الحرَمِ” ارتكاب الظُّلم والعصيان وفِعل الكبائرِ في الحرم، والإلحادُ عامةً هو الْمَيلُ عَنِ الصَّوابِ.
“ومُبْتَغٍ فِي الْإِسلامِ سُنَّةً جاهليَّةً”: ما محاه الإسلامُ وأمَرَ بِتركِه من أُمورِ الجاهليَّةِ يُريدُ هو إحداثَه وإشاعَتَه.
“مَطلَبُ دمِ امرئٍ بغيرِ حقٍّ لِيُهَريقَ دمَه”: يجتهد في السَّعيِ لِطلبِ قتلِ امرئٍ مُسلمٍ وإراقةِ دمِه بغير حقٍّ.

من أسباب انتشار فيروس كورونا وغيره من الأوبئة الفتاكة

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؛ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:
لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الِّذِينَ مَضَوْا.
وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.
وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.
وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ. (أَخْرَجَهُ ابن ماجه 4019، والحاكم 8623، وقال: صحيح الإسناد. وحسنه الألباني).

(لم تظهر الفاحشة) أي: الزنا.
(بالسنين) أي: بالقحط.
(جَوْر): أي: ظلم.
(مُنعوا القَطْر) أي: المطر.

أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها إثمًا

قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْييَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ( [الأعراف: 33].
القولُ على الله بغير علم أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها إثمًا؛ فإنَّه يتضمن الكذب على الله، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله، وإبطال ما حقَّقه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.

خطورة الكذب على الله ورسوله ﷺ

من أفظع صور الكذب: تحليل ما حرَّمه الله ورسوله، أو تحريم ما أحلَّه الله ورسوله؛ قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [الأنعام: 21]. وقال سبحانه: ( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ) [النحل: 116].
وكذلك مَن يحدِّث عن رسول الله ﷺ كاذبًا متعمدًا؛ قال ﷺ: (من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار) (صحيح البخاري 1229).

احذر تأخير سداد الديون مع القدرة

عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “”مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ”” (صحيح البخاري: 2167).
(مطل) المطل التسويف والتأخير.
(الغني) المتمكن من قضاء ما عليه.
(ظلم) محرم ومذموم.

التحذير من مغبة الظلم وعاقبتِه

قال رسول الله ﷺ: “” مَن كانَتْ له مَظْلَمَةٌ لأخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شيءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليَومَ، قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ صاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه”” (صحيح البخاري ٢٤٤٩).
قال ابن عثيمين رحمه الله: “”والغالب أن من تسلط على أخيه بأذية انتقم الله منه في الدنيا قبل الآخرة””.

أكثر ما يُدخل الموحدين النار حقوق العباد

إياكم ومظالم العباد
قال المناوي رحمه الله:
‏””أكثر ما يُدْخِل الموحدين النار حقوق العباد”” (فيض القدير 3/565).

من الظلم ذكر المساوئ وكتم المحاسن

قال ابن سيرين -رحمه الله-:
“”ظٌلمٌ لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم، وتكتم خَيره””.
(صفة الصفوة 3/ 173).

الظلم عاقبته وخيمة

إياك أن تكون من الظالمين لأنفسهم وأهلهم وأولادهم ولغيرهم، فالظلم عاقبته وخيمة ومردّه مُخْزٍ { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } [الشعراء: 227]