من علامات وفاء المحبين

للوفاء شروطٌ على المحبِّين لازمة؛ فأوَّلها أن يحفظ عهد محبوبه ويرعى غيبته، وتستوي علانيَّته وسريرته، ويطوي شرَّه وينشر خيره، ويغطِّي على عيوبه، ويُحسّن أفعاله، ويتغافل عما يقع منه على سبيل الهفوة.

التغافل من شيم الكرام

‏في تفسير قوله تعالى: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ)[التحريم:3]: “”من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات والتقصير في العتاب”” (‏التسهيل 4/428).

الكريمُ يتغافل عن تقصير أهله وصحبه ولا يستقصي حقوقه!

قال الحسن البصري -رحمه الله-:
“”ما استقْصى كريمٌ قطّ!
قال الله تعالى عن نبيّنا ﷺ لما أخطأت بعضُ أزواجه: {عَرَّفَ بَعضَهُ وَأَعرَضَ عَن بَعضٍ} [التحريم: ٣]””.
الكريمُ يتغافل عن تقصير أهله وصحبه ولا يستقصي حقوقه!

لا تكثر معاتبة أصدقائك وإخوانك

قال رجاء بن حيوة -وزير عمر بن عبد العزيز رحمه الله-: “من يؤاخي إلا مَن لا عيب فيه قلَّ صديقه، ومن لا يرضى من صديقه إلا بإخلاص له دام سخطه، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه” (مختصر تاريخ دمشق 5/317).

لتعميق أواصر الأخوة لا بد من الإغضاء وعدم الاستقصاء

الخطأ والتقصير والسهو والغفلة من طبيعة البشر، قال الله تعالى: {ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]. وقال رسول الله ﷺ: “كل ابن آدم خطاء” (أخرجه الترمذي 2499 وحسنه الألباني).