أعظم محبة وأكملها وأتمها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“ولَيْسَ لِلْخَلْقِ مَحَبَّةٌ أعْظَمُ ولا أكْمَلُ ولا أتَمُّ مِن مَحَبَّةِ المُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ، ولَيْسَ فِي الوُجُودِ ما يَسْتَحِقُّ أنْ يُحَبَّ لِذاتِهِ مِن كُلِّ وجْهٍ إلّا اللَّهُ تَعالى. وكُلُّ ما يُحِبُّ سِواهُ فَمَحَبَّتُهُ تَبَعٌ لِحُبِّهِ؛ فَإنَّ الرَّسُولَ ﷺ إنّما يُحَبُّ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُطاعُ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُتَّبَعُ لِأجْلِ اللَّهِ”

حق الجار عظيم

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: “لا يَمْنَعْ جارٌ جارَهُ أنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ في جِدارِهِ”. (صحيح البخاري ٢٤٦٣).
الجارُ في الإسلامِ حقُّهُ عظيمٌ، وقدْ أَوْصى النبيُّ ﷺ وحثَّ على الرِّفقِ به والتَّعاونِ معه، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ أبو هريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: «لا يَمْنَعْ جارٌ جارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدارِهِ» وهذا أمرٌ منَ النبيِّ ﷺ للإرشادِ إلى التَّعاوُنِ بينَ الجيرانِ والمُعامَلةِ بالتَّسامُحِ في بعضِ الأُمورِ، ومِنها ألّا يَمْنعَ جارٌ جارَهُ مِن وَضعِ خَشبةٍ فوقَ جِدارِهِ وإنْ كانَ الجِدارُ ليسَ مِن حَقِّ واضعِ الخَشبةِ وَلا لَهُ فيهِ شَرِكةٌ، ولكنْ مِن حقِّ الجيرانِ أنْ ينفَعَ بعضُهمْ بَعضًا، دُونَ إِلحاقِ ضررٍ بأيٍّ مِن الطَّرَفينِ.

طاعة الرسول ﷺ من طاعة الله تعالى

يجب على المؤمن طاعة الرسول ﷺ في كل ما جاء به، وهي طاعة لله -تبارك وتعالى-.
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80].
{وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 56].
{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}[النور: 54].
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].

ثلاثة أمور يستمر أجرها للإنسان بعد موته

قال رسول الله ﷺ: “إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له”
من أمثلة الصدقات الجارية:
-توصيلات المياه للقرى المحرومة والفقراء.
– بناء المساكن للمحتاجين أو إصلاحها وتسقيفها.
– توزيع البطاطين والأغطية وغيرها.

السلع المعمرة وما يطول استخدامه من الصدقات الجارية

قال رسول الله ﷺ:”إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له”
من أمثلة الصدقات الجارية: تجهيز اليتيمات والفقيرات بالسِّلع المعمّرة الأساسية (ثلاجة – غسالة – بوتجاز)، وغيرها مما يُنتفع به لمدة طويلة.

العلم النافع وبناء المساجد صدقات جارية

قال رسول الله ﷺ:”إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له”
من أمثلة الصدقات الجارية:
– نشر العلم النافع، وتوزيع المصاحف، وكتب العلم الضرورية على طلبة العلم.
– المساهمة في بناء المساجد وتجهيز المستشفيات.. وغيرها مما ينفع ويستمر.

هجرتان لا تنقطعان

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وكما أن الإيمان فرض على كل أحد، ففرض عليه هجرتان في كل وقت:
هجرة إلى الله عز وجل بالتوحيد، والإخلاص، والإنابة، والتوكل، والخوف والرجاء، والمحبَّة، والتوبة.
وهجرة إلى رسوله بالمتابعة، والانقياد لأمره، والتصديق بخبره، وتقديم أمره وخبره على أمر غيره وخبره.

تربية الأطفال على الدين والأخلاق

قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: ينبغي أن يُعلّم الطفل طاعة والديه ومُعلّمه وتعظيمهم. وإذا بلغ سبع سنين أُمِرَ بالصلاة، ولا يُسَامَح في ترك الطهارة ليتعوّد، ويُخوّف من الكذب والخيانة.

علامات المحبة النافعة للنبي ﷺ

قال العلامة محمَّد البشير الإبراهيمي رحمه الله: الحبّ الصحيح لرسول الله ﷺ هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليـل منها فلا تَجدُه.

من صور بِرّ الوالدين

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
«وبرّ الوالدين يكون ببذل المعروف، والإحسان إليهما بالقول والفعل والمال، أما الإحسان إليهما بالقول: بأن يُخاطَبا باللين واللطف مستصحبًا كل لفظ يدل على اللين والتكريم، وأما الإحسان بالفعل، بأن تخدمهما ببدنك ما استطعت من قضاء الحوائج، والمساعدة على شؤونهما، وتيسير أمورهما، وطاعتهما في غير ما يضرّك في دينك أو دنياك، ثم الإحسان بالمال بأن تبذل لهما من مالك كل ما يحتاجان إليه طيبةً به نفسك، منشرحًا به صدرك، غير مُتْبِع له بمنَّة، بل تبذله وأنت ترى أن المنَّة لهما في قبوله والانتفاع به».

الأم لها أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“والأم لها أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله، قال تعالى: (ووَصَّيْنا الإِنْسَانَ بِوالِدَيْهِ)، وبيَّن العلة في ذلك حثًّا للأولاد على الاعتناء بهذه الوصية، (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وهْنًا عَلى وهْنٍ)؛ أي: ضعفًا على ضعفٍ، ومشقةً على مشقة في الحمل، وعند الولادة، ثم حضنه في حجرها وإرضاعه قبل فطامه، فقال تعالى: (وفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ إلَيَّ المَصِيرُ) لقمان ١٤.