[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [سورة الحج: 1-2].[/box]
الشرح والإيضاح
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1).
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ.
أي: يا أيُّها النَّاسُ، اتَّقُوا رَبَّكم الذي خلَقَكم، والذي يرزُقُكم ويدَبِّرُ أمورَكم، بامتِثالِ أوامِرِه، واجتنابِ نواهيه .
إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ.
أي: اتَّقُوا اللهَ؛ لأنَّ أمامَكم أهوالًا عَظيمةً، يَحصُلُ منها رُعبٌ هائِلٌ، وفَزَعٌ كَبيرٌ يومَ القيامةِ، ولا نجاةَ مِن ذلك إلَّا بتَقواهُ سُبحانَه .
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((يقولُ اللهُ تعالى: يا آدَمُ. فيقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ، والخَيرُ في يَدَيكَ! فيقولُ: أخرِجْ بَعْثَ النَّارِ . قال: وما بَعْثُ النَّارِ؟ قال: مِن كُلِّ ألفٍ تِسعَ مئةٍ وتِسعةً وتِسعينَ. فعِندَه يَشيبُ الصَّغيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وأيُّنا ذلك الواحِدُ؟! قال: أبشِروا؛ فإنَّ منكم رجُلًا، ومِن يأجُوجَ ومَأجوجَ ألْفًا. ثمَّ قال: والَّذي نَفْسي بيَدِه، إنِّي أَرْجو أنْ تَكونوا رُبُعَ أهلِ الجَنَّةِ. فكبَّرْنا! فقال: أَرْجو أنْ تَكونوا ثُلُثَ أهلِ الجَنِّةِ. فكبَّرْنا! فقال: أَرْجو أنْ تَكونوا نِصْفَ أهلِ الجَنَّةِ. فكبَّرْنا! فقال: ما أنتُم في النَّاسِ إلَّا كالشَّعرةِ السَّوداءِ في جِلدِ ثَورٍ أبيضَ، أو كشَعرةٍ بَيضاءَ في جِلدِ ثَورٍ أسوَدَ!)).
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2).
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ.
أي: يومَ تَرَونَ زلزلةَ السَّاعةِ -أيُّها النَّاسُ- تَشْتغِلُ كُلُّ مُرضِعةٍ حِينَها عمَّن تُرضِعُه، وتَغفُلُ عنه حائِرةً مَدهوشةً، قد اشتدَّ بها الكَربُ؛ مِن هَولِ ما تراهُ .
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا.
أي: وتُسقِطُ كُلُّ امرأةٍ حاملٍ جَنينَها الذي في بَطنِها قَبلَ تمامِه؛ لشِدَّةِ الكَربِ والفَزَعِ والهَولِ.
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى.
أي: وترى النَّاسَ تَحسَبُهم سُكارى قد دَهِشَت عقولُهم، وغابت أذهانُهم؛ مِن شِدَّةِ الفَزَعِ والكَربِ والهَولِ، ولَيسُوا بسُكارى حقيقةً مِن شُربِ الخَمرِ !
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ.
أي: ولكِنَّ الذي أوجَبَ لهم هذه الحالةَ خَوفُهم مِن شِدَّةِ عذابِ اللهِ الذي رأوْهُ، فأذهَبَ هَولُه عُقولَهم، وأفرَغَ قُلوبَهم، ومَلَأها فَزَعًا ورُعبًا !
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/22/1