من اتقى الله نال منه البشرى في الدنيا والآخرة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]أبشروا وأمّلوا خيرًا من رب كريم؛ فمن اتقى الله نال منه البشرى في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62-64]. بشّرنا الله وإياكم برضوانه، ورزقنا وإياكم من واسع فضله.[/box]

الشرح والإيضاح

أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.
أي: ألَا إنَّ مَن تولَّاهم اللهُ تعالى بنَصرِه ومحبَّتِه ورعايَتِه، لا خوفٌ عليهم ممَّا يستَقبِلونَه، ولا هم يَحزَنونَ على ما مَضَى.
ثمَّ ذكَر وصفَهم، فقال:
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63).
أي: هم الذين آمَنوا بما وجبَ عليهم الإيمانُ به، وصدَّقوا إيمانَهم بلزومِ تقوى اللهِ، بفِعلِ أوامِرِه، واجتنابِ نَواهيه.
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64).
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ.
أي: لأولياءِ الله البُشرى من اللهِ في الحياةِ الدُّنيا- ومن ذلك ما وُعِدوا به من الخَيرِ في القرآنِ والسُّنَّةِ، ومن البِشاراتِ الرُّؤيا الصَّالحةُ، والثَّناءُ الحَسَنُ- ولهم البُشرى في الآخرةِ بدُخولِ الجنَّةِ .
لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ.
لا خُلْفَ لوعدِ الله؛ فما وعَد الله فهو حقٌّ، لا يمكنُ تغييرُه ولا تبديلُه، وهو كائنٌ لا محالةَ .
كما قال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ [الأنعام: 115].
وقال سُبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران: 9].
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
أي: ما يُبشَّرُ به أولياءُ اللهِ هو الظَّفَرُ العَظيمُ بكلِّ مَحبوبٍ، والنجاةُ الكبيرةُ مِن كُلِّ مَحذورٍ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/10/22