منهج رباني ينبغي للدعاة الاقتداء به

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تبارك وتعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } [الفرقان: 32- 33]. في هذه الآية دليل على أنه ينبغي للمتكلم في العلم من مُحَدِّث ومُعَلِّم وواعظ أن يقتدي بربّه في تدبيره حال رسوله، كذلك العالم يدبّر أمر الخلق، وكلما حدث مُوجب أو حصل موسم؛ أتى بما يناسب ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والمواعظ الموافقة لذلك. (الشيخ عبدالرحمن السعدي – تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص١١٩٨).[/box]

الشرح والإيضاح

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً.
أي: وقال كُفَّارُ قُرَيشٍ: هلَّا نزَّل اللهُ على محمَّدٍ القُرآنَ دَفعةً واحِدةً، ولم يُنَزَّلْ مُفَرَّقًا؟
كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ.
أي: كذلك نزَّلنا عليك القُرآنَ -يا محمَّدُ- مُفَرَّقًا؛ لنقوِّيَ قَلبَك فتَعِيَه وتحفَظَه، وتَزدادَ يقينًا وطُمأنينةً وثَباتًا .
وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا.
أي: أنزَلْناه مفرَّقًا على تُؤَدةٍ وتَمَهُّلٍ، شَيئًا بعْدَ شَيءٍ، آياتٍ ثمَّ آياتٍ، وبيَّنَّاه تبيينًا .
كما قال تعالى: وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا [الإسراء: 106].
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا.
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبلَها:
لَمَّا رَدَّ تعالى اعتراضاتِهم، وأبطَلَ شُبُهاتِهم؛ أخبرَ بأنَّه لا يَزالُ القرآنُ كذلك: يَدمغُ باطلَهم بحقِّه فيُزهِقُه، ويَصدَعُ غشاءَ تَمويهِهم بصادقِ بيانِه فيُمَزِّقُه؛ لِطمأنةِ قلْبِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم وتثبيتِه، والوعدِ له بدوامِ النَّصرِ والتأييدِ .
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا.
أي: ولا يَذكُرُ مُشرِكو قُرَيشٍ شُبهةً أو اقتِراحًا يُعارِضون به الحَقَّ ويَطعنونَ به فيه، إلَّا أنزَلْنا مِن القُرآنِ ما يُبطِلُ شُبهَتَهم، ويَرُدُّ حُجَّتَهم بأحسَنَ مِمَّا جاؤوا به؛ بيانًا ووضوحًا، وفصاحةً وتَفصيلًا.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/25/8