الأخوة بين المؤمنين نعمة كبيرة ومنَّة عظيمة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
“جمع بين قلوبكم بالإسلام، فصرتم بفضله إخوانًا في الدين، متراحمين متناصحين” (تفسير السعدي).[/box]

الشرح والإيضاح

(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)
أي: اذكُروا بقلوبِكم وألْسنتِكم- أيُّها المؤمنون- ما أَنعَم الله تعالى به عليكم من الأُلْفةِ والاجتماعِ على دِين الإسلام، فقد كنتُم من قبلِ اعتناقِكم الإسلامَ أعداءً مُتفرِّقين، يُقاتِل بعضُكم بعضًا، في غيرِ طاعةِ الله تعالى، فجَمع الله عزَّ وجلَّ بالإسلامِ قلوبَكم، فجعَل بعضَكم لبعضٍ إخوانًا مُتحابِّين، بلا ضغائنَ ولا أحقادٍ بينكم .
قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال: 62-63].
عن عبدِ الله بن زيد رضِي اللهُ عنه قال: ((لَمَّا أفاءَ اللهُ على رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ حُنينٍ، قَسَمَ في النَّاسِ في المؤلَّفةِ قلوبُهم، ولم يُعطِ الأنصارَ شيئًا, فكأنَّهم وجَدوا إذ لم يُصِبْهم ما أصابَ النَّاسَ، فخطَبهم فقال: يا معشرَ الأنصارِ، ألمْ أجِدْكم ضُلاَّلًا فهداكم اللهُ بي، وكنتم مُتفرِّقين فألَّفَكم اللهُ بي، وكنتم عالةً فأغْناكم اللهُ بي؟! كلَّما قال شيئًا، قالوا: اللهُ ورسولُه أَمَنُّ …)) الحديث .
وفي روايةٍ أخرى قال عليه الصَّلاة والسَّلام: ((يا معشرَ الأنصارِ، ألمْ أَجِدْكم ضُلَّالًا فهداكم اللهُ بي، وعالةً فأغناكم اللهُ بي، ومُتفرِّقينَ فجمَعكم اللهُ بي؟!))
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/3/34