لعله لا يرفع رأسه من السجدة حتى يغفر له
إذا دخلت المسجد لصلاة الجماعة ووجدت الإمام جالسًا فاجلس ولا تنتظر قيامه لركعة جديدة، وإذا وجدته ساجدًا فاسجد معه..
قال ابن قدامة رحمه الله: “”لعله لا يَرْفع رأسه من السجدة حتى يُغفر له”” (المغني ١/٣٦٤).
إذا دخلت المسجد لصلاة الجماعة ووجدت الإمام جالسًا فاجلس ولا تنتظر قيامه لركعة جديدة، وإذا وجدته ساجدًا فاسجد معه..
قال ابن قدامة رحمه الله: “”لعله لا يَرْفع رأسه من السجدة حتى يُغفر له”” (المغني ١/٣٦٤).
قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ} (الانشقاق: 21)
أي: لا يخضعون لله؛ فالسجود هنا بمعنى الخضوع لله.
وجَرِّب نفسك -يا أخي- إذا تُلِيَ عليك القرآن هل يَلين قلبك ويذل؟
فإن كان كذلك؛ فأنت مِمَّن إذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا.
وإن لم يكن قلبك كذلك؛ ففيك شَبَه من الذين إذا قُرِئَ عليهم القرآن لا يسجدون.
[تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “”أَلاَ وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا؛ فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» (صحيح مسلم 479).
قمن: خليق وجدير.
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِى عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ؛ لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» (صحيح مسلم 486).
(المسجد): مكان السجود وهو هنا حجرة عائشة.
(لا أحصي ثناء عليك) أي لا أطيقه ولا أحيط به ولا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت.
(أنت كما أثنيت على نفسك) اعتراف بالعجز عن تفضيل الثناء، وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته.
عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَجَدَ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» (صحيح مسلم 771).
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: كان رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ».
(سبُّوح) المبرَّأ من النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية.
(قدُّوس) المطهَّر من كل ما يليق بالخالق جل وعلا.
(الروح): جبريل عليه السلام.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: “”سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”” (صحيح البخاري 761).
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: “”سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ”” (سنن ابن ماجه 888 وصححه الألباني).
قال رسول الله ﷺ: «ما مِن عبدٍ يسجد لله سجدة إلا كُتِبَ له بها حسنة، وحُطَّ بها سيئة، ورُفِعَ له بها درجة، فاستكثروا من السجود» (صحيح الجامع الصغير وزيادته)