الإخلاص لله هو خلق الأنبياء والمرسلين

الإخلاص لله هو خلق الأنبياء والمرسلين، وهو حال إبراهيم -عليه السلام-، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: 67]، وقال: ﴿اِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 79]

إرادة وجه الله بالأعمال سبب لقبول الأعمال

قال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾ [الشورى: 20].
أي: من كان يريد بأعماله ثواب الآخرة نزد له في حرثه نضاعف له ثوابه بالواحد عشرة إلى سبعمائة فما فوقها، ومن كان يريد بأعماله حرث الدنيا وهو متاعها وطيباتها نؤته منها أي: شيئًا منها حسبما قسمنا له لا ما يريده ويبتغيه وما له في الآخرة من نصيب، إذ كانت همته مقصورة على الدنيا. (تفسير أبي السعود 8/ 29).

أمر الله للمؤمنين جميعًا بالإخلاص لله وحده

قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5]، قال الجصاص: “فيه أمر بإخلاص العبادة له، وهو أن لا يشرك فيها غيره؛ لأن الإخلاص ضد الإشراك.. فما لم يُخلَص لله تعالى من القُرَب فغير مُثَاب عليه فاعله” (أحكام القرآن، 5/ 374).

أمر الله نبيه بالإخلاص.. فما بالك بنا؟!

قال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾ [الزمر: 2].
أمر الله -جل وعلا- نبيه ﷺ في هذه الآية الكريمة أن يعبده في حال كونه مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينِ أي: مخلصًا له في عبادته من جميع أنواع الشرك صغيرها وكبيرها. (أضواء البيان للشنقيطي 6/ 352)

حكم الإخلاص

قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الزمر: 11-12].
قال القرطبي -رحمه الله-: “وفي هذا دليلٌ على وجوب النية في العبادات، فإن الإخلاص من عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله-تعالى- لا غيره”(الجامع لأحكام القرآن، 20/ 144).