إخلاصك لله يكفيك هموم الناس
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبى موسى الأشعري رضي الله عنه: “من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس”.
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبى موسى الأشعري رضي الله عنه: “من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس”.
سئل بعض الحكماء رحمهم الله: “من المخلص؟ فقال: المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته”.
وقيل لبعضهم: ما غاية الإخلاص؟ قال: “أن لا تحب محمدة الناس”.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: “ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما”. (كتاب الكبائر، محمد بن عبد الوهاب، 1/ 11).
كتب بعض السلف إلى أخٍ له: “أخلص النية في أعمالك؛ يكفك القليل من العمل”.
قال يعقوب المكفوف: “المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته”.
عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط» (صحيح البخاري 47).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ»(صحيح البخاري 2014)
قال النووي -رحمه الله-: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا معنى إيمانًا: تصديقًا بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتسابًا أن يريد الله -تعالى-وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص”( شرح النووي على مسلم، 6/ 39).
قال أبو هريرة -رضي الله عنه- حدثني رسول الله ﷺ: «أن الله -تبارك وتعالى- إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمةٍ جاثيةٍ فأولُ من يدعو به رجلٌ جمع القرآن، ورجلٌ يقتتل في سبيل الله، ورجلٌ كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال إن فلانا قارئ فقد قيل ذاك، ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله تعالى: بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك، ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله تعالى له: كذبك وتقول له الملائكة: كذبت ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله ﷺ على ركبتي فقال: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة»(أخرجه الترمذي: 2382، وقال الألباني: صحيح).
قال رسول الله ﷺ: “صلاةُ الرجلِ في جَماعةٍ تَزيدُ على صلاتِه في بيتِه وصلاتُهُ في سُوقِهِ خمسًا وعِشرينَ درَجةً، وذلِكَ أنَّ أحدَكمْ إذا تَوضَّأ فأحسَنَ الوُضوءَ ثُمَّ أتَى المسجِدَ لا يُريدُ إلا الصلاةَ؛ لمْ يَخْطُ خُطوةً إلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِها درجةً، وحَطَّ عنهُ خطِيئَةً، حتى يَدخُلَ المسجدَ، فإذا دخلَ المسجدَ كان في صلاةٍ ما كانتْ الصلاةُ تَحْبِسُهُ، وتُصلِّي الملائكةُ عليه ما دامَ في مجلِسِهِ الذي يُصلِّي فيه؛ يَقولونَ: اللهُمَّ اغفِرْ لهُ، اللهُمَّ ارْحمْهُ، اللهُمَّ تُبْ عليه، ما لَمْ يُؤذِ فيه أو يُحدِثْ فيهِ” (أخرجه البخاري ٦٤٧، ومسلم ٦٤٩).
شرَط ﷺ في حصول هذا الأجر أنه لا يريد إلا الصلاة.
عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه» (أخرجه البخاري 1).
قال الغزالي: “والنية إنما تؤثر في المباحات والطاعات أما المنهيات فلا، فإنه لو نوى أن يسر إخوانه بمساعدتهم على شرب الخمر أو حرام آخر لم تنفع النية ولم يجز أن يقال الأعمال بالنيات، بل لو قصد بالغزو الذي هو طاعة المباهاة وطلب المال، انصرف عن جهة الطاعة، وكذلك المباح المردد بين وجوه الخيرات وغيرها يلتحق بوجوه الخيرات بالنية فتؤثر النية في هذين القسمين لا في القسم الثالث”(إحياء علوم الدين، 2/ 15).