بشريات ومواساة للمريض
نخاطب المريض ونذكره ببشريات من النبي ﷺ وببعض رحمات الله تعالى له بسبب مرضه، ولتكن للمريض قدوة في أيوب ويجتهد في الدعاء والرقية ويبشر بالشفاء من الله.
نخاطب المريض ونذكره ببشريات من النبي ﷺ وببعض رحمات الله تعالى له بسبب مرضه، ولتكن للمريض قدوة في أيوب ويجتهد في الدعاء والرقية ويبشر بالشفاء من الله.
فقال عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10].
على كُلِّ مسلمٍ أن يُفَوِّضَ أُمورهَ إلى الله عز وجل، راجِيًا فضْلَه، وطامِعًا في نَوالِـهِ، ومتوكِّلًا عليه، فالأمورُ كلُّها بيدِه وطَوْعُ تدبيره وتَسْخِـيره. وأن يجتهدَ في تلقِّي ما يَحِلُّ به من المصائبِ بالصَّبر والاحتِساب، فإنَّ الله عز وجل وَعَدَ مَنْ صَبَـرَ واحتَسَبَ بالثَّواب والأجر الجزيل.
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾[الطلاق: 3]
وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له. (السعدي رحمه الله).
(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) [التوبة: 59]
﴿وقالوا حسبنا الله﴾ أي: كافينا الله، فنرضى بما قسمه لنا، وليؤمّلوا فضله وإحسانه إليهم بأن يقولوا: ﴿سيؤتينا الله من فضله..﴾. (السعدي رحمه الله).
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْغَارِ فَرَأَيْتُ آثَارَ الْمُشْرِكِينَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا. فقال ﷺ: “”مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا”” (صحيح البخاري 3453)
من توكَّل على الله كفاه، ونصره، وأعانه، وكلأه وحفظه
قال الله لنبيه ﷺ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران: 159.
لعل المراد بهذه الرحمة ربطه سبحانه وتعالى على جأشه صلى الله تعالى عليه وسلم، وتخصيصه له بمكارم الأخلاق، وجعل الرفق ولين الجانب مسبباً عن ربط الجأش؛ لأن من ملك نفسه عند الغضب كان كامل الشجاعة. [الألوسي: ٤/١٠٥].
واعلم أن: من هو على اللوح في البحر ليس بأحوج إلى الله والى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله.
فإذا حققت هذا في قلبك؛ فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة إلا الله؛ { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } (الطلاق: 3) [ابن قدامة المقدسي رحمه الله]