من عواقب الخصام والنزاع

عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله ﷺ خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرُفَِعَت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس»
لأخبركم بليلة القدر: أي بتعيين ليلتها.
فتلاحى: تنازع وتخاصم.
فرُفعت: فرُفع تعيينها عن ذكري.
عسى أن يكون: رفعها خيرًا لكم؛ حتى تجتهدوا في طلبها فتقوموا أكثر من ليلة.
التمسوها: اطلبوها وتحروها.

أي مكسب وربح من ليلة القدر!

ليلة واحدة إذا قمناها نحصل على أجر قيام وعبادة 83 سنة.
أيّ مكسب وأيّ ربح، أن يخرج الإنسان في ليلة واحدة مغفور الذنوب،
مكفَّر السيئات، طاهرًا مُطهَّرًا كيوم ولدته أمه،
أن يولد ميلادًا جديدًا، بليلة واحدة يقومها لله عز وجل، أو بعشر ليال أو بتسع ليال.
فمن يضيع ليلة القدر حقًّا إنه لمحروم.

الإخلاص سبيل القبول والمغفرة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ»(صحيح البخاري 2014)
قال النووي -رحمه الله-: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا معنى إيمانًا: تصديقًا بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتسابًا أن يريد الله -تعالى-وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص”( شرح النووي على مسلم، 6/ 39).