التعفف عن المسألة، والحض على معالي الأمور

عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
“الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ” (رواه البخاري: ١٤٢٧)
‏قال ابن بطال رحمه الله: “فيه ندب إلى التعفف عن المسألة، وحض على معالي الأمور، وترك دنيئها، والله يحب معالي الأمور” (شرح صحيح البخاري لابن بطال ٣/٤٣١).

الحرص على انتفاع الأبناء بالمال

عن عامر الشعبي رحمه الله قال:
«ما مِن مالٍ أعْظَمُ أجْرًا مِن مالٍ تَرَكَهُ الرَّجُلُ لِوَلَدِهِ، يُغْنِيهِمْ عَنِ النّاسِ». [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٤٩٦].

للرجل صدقة بإطعام زوجته محتسبًا

عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله ﷺ قال: «إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ عليها، حتى ما تجعل في فيّ امرأتك»
في فيّ امرأتك: في فم امرأتك أي تُثَاب على ما تنفقه على زوجتك من طعام وغيره.أو المراد ما تطعمه زوجتك بيدك مؤانسة وحسن معاشرة.

عمل الأبطال: الكسب من الحلال، والإنفاق على العِيال

قال الإمام سفيان الثوري -رحمه الله-:
“عليك بعمَلِ الأبطال؛ الكسب من الحلال، والإنفاق على العِيال” النفقة على العيال لابن أبي الدنيا ١/‏١٥٨
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
“إنَّ طلب الحلال والنفقة على العيال بابٌ عظيمٌ لا يعدله شيءٌ من أعمال البرّ” الإيمان الأوسط: ١/‏٦٠٩

طلب الحلال والنفقة على الأهل والأبناء باب عظيم من أعمال البر

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ فَرَأى أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ؛ فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يِسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوُيْنِ شَيْخَينِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانِ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعفَّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رَيِاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ»(أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 282، وصححه الألباني في صحيح الجامع 1428).

قواعد نبوية في البذل والإنفاق

‏قال رسول الله ﷺ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى كَفَافٍ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى» (صحيح مسلم ١٠٣٦).
قال الإمام النووي: “”معناه إن بذلت الفاضل عن حاجتك وحاجة عيالك فهو خير لك لبقاء ثوابه، وإن أمسكته فهو شر لك؛ لأنه إن أمسك عن الواجب استحق العقاب. وإن أمسك عن المندوب فقد نقص ثوابه، وفوّت مصلحة نفسه في آخرته””.

حكم النفقة على الزوجة الغنية

“يجب على الإنسان أن ينفق على أهله؛ على زوجته وولده بالمعروف، حتى لو كانت الزوجة غنية؛ فإنه يجب على الزوج أن ينفق عليها” [ابن عثيمين- شرح رياض الصالحين ج6 ص143].

ثمرات الإخلاص وفوائده

بالإخلاص يُؤجر العبد على جميع أعماله الصالحة، والمباحات تتحول إلى عبادات مع النية الحسنة وابتغاء العمل وجه الله، قوله- ﷺ-: «ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى اللقمة تجعلها فِي في امرأتك» (صحيح مسلم 1628).
قال النووي رحمه الله: “فيه استحباب الإنفاق في وجوه الخير، وفيه أن الأعمال بالنيات وأنه إنما يثاب على عمله بنيته، وفيه أن الإنفاق على العيال يثاب عليه إذا قصد به وجه الله تعالى، وفيه أن المباح إذا قصد به وجه الله -تعالى- صار طاعة ويثاب عليه “( شرح النووي على مسلم، 11/ 77).

النفقة على الأهل أفضل من الصدقة

قال رسول الله ﷺ: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» (رواه البخاري 1360)، قال ابن بطال: قال بعض أهل العلم النفقة على الأهل أفضل من الصدقة؛ لأن النفقة فريضة والصدقة تطوُّع.

(تعول) أي: تجب عليك نفقتهم.

أهمية طلب الحلال والنفقة على العيال

‏قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ‏«طلب الحلال والنفقة على العيال بابٌ عظيم ﻻ يعدله شيء من أعمال البر».‏ [الإيمان الأوسط: ٦٠٩].