ثمرات الإخلاص وفوائده

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]بالإخلاص يُؤجر العبد على جميع أعماله الصالحة، والمباحات تتحول إلى عبادات مع النية الحسنة وابتغاء العمل وجه الله، قوله- ﷺ-: «ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى اللقمة تجعلها فِي في امرأتك» (صحيح مسلم 1628).
قال النووي رحمه الله: “فيه استحباب الإنفاق في وجوه الخير، وفيه أن الأعمال بالنيات وأنه إنما يثاب على عمله بنيته، وفيه أن الإنفاق على العيال يثاب عليه إذا قصد به وجه الله تعالى، وفيه أن المباح إذا قصد به وجه الله -تعالى- صار طاعة ويثاب عليه “( شرح النووي على مسلم، 11/ 77).[/box]

الشرح والإيضاح

في هذا الحديثِ يُخبِرُنا سَعدٌ رضي الله عنه عن عِيادة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم له، وما تحدَّثَ فيه مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الموقفِ، فيقول: إنَّه لمَّا اشتدَّ به الوجعُ وظَنَّ أنَّه سيموتُ منه، ولم يكنْ له إلَّا ابنةٌ واحدة، سأَل النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم في جواز وصيَّتِه وتصدُّقِه بثُلُثَيْ مالِه، فرفَض النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذلك، فقال: نِصْفه؟ فرفَض أيضًا، ثمَّ وافَقَ على وصيَّتِه بثُلُث ماله فقط، وقال: ((وهو كثير))، ثمَّ بيَّنَ صلَّى الله عليه وسلَّم السببَ في ذلك، فقال له: ((أنْ تَدَعَ ورثتَك أغنياءَ خيرٌ من أن تذَرَهم عالةً يتكفَّفونَ النَّاسَ))؛ أي: إنَّك إن ترَكتَ ورثتَك عندهم ما يُغنِيهم أفضَلُ مِن تركِهم عالةً على النَّاس يَبسُطونَ أيديَهم وأَكُفَّهم طلبًا للقُوتِ وما عند الآخَرينَ، ثمَّ بيَّن النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أصلًا مهمًّا، وهو أنَّ النيَّةَ أصلٌ في الأعمال، فإنَّ الإنفاقَ على العِيال يُثابُ عليه إذا قُصِدَ به وجهُ الله تعالى، وإنَّ المباحَ إذا قُصِد به وجهُ الله تعالى صار طاعةً؛ فإنَّ زوجةَ الإنسان مِن أحَظِّ حظوظِه الدُّنيويَّةِ وملاذِّها المباحة، ووضعُ اللُّقمةِ في فِيها إنَّما يكون في العادة عند الملاعبةِ والملاطَفة، وهي أبعدُ الأشياءِ عن الطَّاعة وأمورِ الآخِرة، ومع هذا أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه إذا قَصَد به وجهَ الله تعالى حصَل له الأجرُ.
مصدر الشرح:https://dorar.net/hadith/sharh/74511