[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] بالإخلاص لله عز وجل يخلص القلب من جميع الفتن، قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف: 24] يقول ابن القيم: “فالسوء: العشق، والفحشاء: الزنا، فالمخلص قد خلص حبه لله فخلصه الله من فتنة عشق الصور، والمشرك قلبه متعلق بغير الله لم يخلص توحيده وحبه لله عز وجل”( إغاثة اللهفان 2/ 141).[/box]
الشرح والإيضاح
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)). وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا .
أي: ولقد همَّت امرأةُ العزيزِ- همَّ عزمٍ- بمُواقعةِ الفاحِشةِ مع يوسُفَ، وهمَّ يوسُفُ بامرأةِ العزيزِ، وكان همُّه خطرةً عارضةً، وحديثَ نفسٍ، مِن غيرِ اختيارٍ ولا عزمٍ .
عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللَّه عنهما، ((عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يَرْوي عَن رَبِّه عزَّ وجلَّ قال: قال إِنَّ اللَّهَ كَتَب الحسناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّن ذلك فمَن هَمَّ بحسنةٍ فلم يَعْمَلْها كَتَبها اللَّهُ له عندَه حسنةً كامِلَةً فإنْ هو هَمَّ بها فعمِلَها كَتَبها اللَّه له عندَه عشرَ حسناتٍ إلى سَبعِمئةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فلم يَعْمَلْها كَتَبها اللَّهُ له عندَه حسنةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فعَمِلَها كتَبها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحدةً)) .
لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ. أي: لولا أنْ رأى يوسُفُ آيةً مِن اللهِ قَوِيَ بها إيمانُه، وامتنَعَ بسَبَبِها مِن عِصيانِه .
كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء.
أي: أرَينا يوسُفَ كتلك الإراءةِ؛ كي نَقِيَه السُّوءَ والفَحشاءَ في جميعِ أمورِه .
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ.
القِراءاتُ ذاتُ الأثَرِ في التَّفسيرِ: في قولِه: الْمُخْلَصِينَ قراءتانِ: 1- قِراءةُ الْمُخْلَصِينَ بفَتحِ اللامِ: اسمُ مفعولٍ، بمعنى: أنَّ اللهَ أخلَصَهم من الشِّركِ والسُّوءِ والفَحشاءِ، فصاروا مُخلَصينَ، أي: اختارَهم اللهُ .
2- قِراءةُ الْمُخْلِصِينَ بكسرِ اللامِ: اسمُ فاعلٍ، بمعنى: أنَّهم أخلَصوا لله دينَهم وأعمالَهم مِن الشِّركِ والرِّياءِ .
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ.
أي: إنَّ يوسُفَ مِن عبادِنا المُطَهَّرينَ المختارينَ المصطفَيْنَ، الذين أخلَصوا لله التوحيدَ والعبادةَ.
المصدر: