رفعة منازل المتقين عند رب العالمين

قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) القمر ٥٤ – ٥٥.
قال ابن كثير رحمه الله: «(إنَّ المتقين في جنات ونهر) أي: بعكس ما الأشقياء فيه من الضلال والسُّعر والسحب في النار على وجوههم، مع التوبيخ والتقريع والتهديد. وقوله: (فِي مقعد صدق) أي: في دار كرامة الله ورضوانه وفضله، وامتنانه وجوده وإحسانه، (عند مليك مقتدر) أي: عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومُقدّرها، وهو مقتدر على ما يشاء ممَّا يطلبون ويريدون».

تفسير ابن كثير: 7/ 487.

الشرح والإيضاح

﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی جَنَّـٰتࣲ وَنَهَرࣲ﴾ [القمر ٥٤]
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ﴾ لله، بفعل أوامره وترك نواهيه، الذين اتقوا الشرك والكبائر والصغائر.
﴿فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ أي: في جنات النعيم، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، من الأشجار اليانعة، والأنهار الجارية، والقصور الرفيعة، والمنازل الأنيقة، والمآكل والمشارب اللذيذة، والحور الحسان، والروضات البهية في الجنان، ورضوان الملك الديان، والفوز بقربه.
﴿فِی مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِیكࣲ مُّقۡتَدِرِۭ﴾ [القمر ٥٥]
فلا تسأل بعد هذا عما يعطيهم ربهم من كرامته وجوده، ويمدهم به من إحسانه ومنته، جعلنا الله منهم، ولا حرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا.
تم تفسير سورة اقتربت، ولله الحمد والشكر
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/54/55

تحميل التصميم