يجب إفراد الله وحده بالعبادة

يجب إفراد الله تعالى وحده بالعبادة، فهو المستحق لها.
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: 123].
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65].
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [الزخرف: 64].
{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 40].

الشرح والإيضاح

(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ).
أي: وأمَرَ ربُّك -يا مُحمَّدُ- ووصَّى، وأوجَبَ ألَّا تَعبُدوا -أنت وجميعُ الخَلقِ- إلَّا اللهَ وَحدَه.
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
أي: وأمَرَكم اللهُ بأن تُحسِنوا إلى الوالِدَينِ بجَميعِ أوجُهِ الإحسانِ مِن الأقوالِ والأفعالِ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/17/6

(وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).
أي: ولله مُلكُ كُلِّ ما غاب عن عبادِه في السَّموات والأرضِ، وهو العالمُ بكُلِّ ما فيهما من الخَفايا والغُيوبِ.
(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ).
أي: وإلى الله وَحْدَه مَرجِعُ كُلِّ عاملٍ وعَمَلِه، فيُجازيهم يومَ القيامةِ على جميعِ أعمالِهم .
(فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ).
أي: فاعبُدِ اللهَ وَحدَه- يا محمَّدُ- وفوِّضْ إليه جميعَ أمورِك، واستَعِنْ به.
(وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
أي: وما ربُّك- يا محمَّدُ- بغافلٍ عمَّا تَعملونَ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ، وسيُجازي كلَّ واحدٍ بعَمَلِه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/11/23

(رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا).
أي: خالِقُ السَّمواتِ والأرضِ ومالِكُهما وما بينَهما مِن الخَلقِ، ومُدَبِّرُ ذلك كلِّه، فلو كان نَسِيًّا لم يستَقِم الوُجودُ، ولاضطربَ نظامُ الحياةِ، وهلكَت المخلوقاتُ.
(فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ) .
أي: فاعبُدْ رَبَّك وَحدَه مُخلِصًا له، واصبِرْ صَبرًا عظيمًا بغايةِ جُهدِك على العَمَلِ بطاعتِه.
(هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا).
أي: أمَرْناك بعبادةِ اللهِ والاصطبارِ عليها؛ لأنَّه لا مثيلَ ولا شبيهَ له في صِفاتِه وأسمائِه؛ فيستحقَّ أن يُعبَدَ مِثلَ اللهِ، وأن يُسمَّى بما يختصُّ به اللهُ مِن الأسماءِ الحُسنى.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/19/11

﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ ففيه الإقرار بتوحيد الربوبية، بأن الله هو المربي جميع خلقه بأنواع النعم الظاهرة والباطنة، والإقرار بتوحيد العبودية، بالأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وإخبار عيسى عليه السلام أنه عبد من عباد الله، ليس كما قال فيه النصارى: “إنه ابن الله أو ثالث ثلاثة” والإخبار بأن هذا المذكور صراط مستقيم، موصل إلى الله وإلى جنته.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/43/64

(إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ).
أي: ما الحُكمُ إلَّا للهِ المُستحِقِّ للعبادةِ دونَ ما سواه؛ فهو وحدَه الحاكِمُ بين عبادِه، المشَرِّعُ لهم.
(أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ).
أي: أمَرَكم الله- أيُّها النَّاسُ جميعًا- ألَّا تعبُدُوا إلَّا اللهَ وحدَه، ولا تُشرِكوا به شيئًا.
(ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ).
أي: ذلك التَّوحيدُ وإخلاصُ العبادةِ لله وحدَه، هو الدِّينُ المُستقيمُ الذي أمرَ الله به عبادَه .
(وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).
أي: ولكنَّ أكثَرَ النَّاسِ لا يعلمونَ أنَّ توحيدَ اللهِ هو الدِّينُ المُستقيمُ الذي أمَرَ اللهُ به عبادَه؛ فهم لجهلِهم يُشرِكونَ بالله.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/12/9

تحميل التصميم