وصايا قرآنية جامعة

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ النحل: 125- 128.

الشرح والإيضاح

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).
أي: ادعُ- يا محمدُ- جميعَ الناسِ إلى دينِ ربِّك بما أوحاه الله إليك مِن الكتابِ والسنةِ، وانصحْهم بما في وحْي الله إليك مِن العبرِ الجميلةِ، وذكِّرْهم بنعمِ الله تعالى ونقمِه وثوابِه وعقابِه بما يستحسنُه السامعون فترقُّ قلوبُهم، ويلينونَ للحقِّ، فيقبلونَه، ويفعلونَ ما أمَرهم الله به، وينتهونَ عمَّا نهاهم عنه.
(وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
أي: وجادِلْ المُعانِدينَ بالطَّريقةِ التي هي أحسَنُ طُرُقِ المُجادَلةِ؛ مِن الرِّفقِ واللِّينِ، وحُسنِ الخِطابِ، والعَفوِ والصَّفحِ، وغيرِ ذلك مِمَّا يكون أدعى للاستجابةِ والقَبولِ.
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ).
أي: إنَّ ربَّك- يا مُحمَّدُ- هو أعلَمُ بمَن زاغَ عن طَريقِ اللهِ، فلم يتَّبِعْ دِينَه، كالذين اختَلَفوا في السَّبتِ، وسيُجازِيه على عَمَلِه.
(وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
أي: وربُّك أعلَمُ بالمُهتَدينَ لِدِينِه، الذينَ اتَّبَعوا الحَقَّ، وسيُجازيهم على أعمالِهم.
(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ).
أي: وإنْ عاقَبْتُم- أيُّها المُؤمِنونَ- مَن اعتَدى عليكم بقَولٍ أو بفِعلٍ؛ فعاقِبوه بمِثلِ ما ظلَمَكم به، مِن غَيرِ زِيادةٍ.
(وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ).
أي: ولَئِنْ صَبَرْتُم- أيُّها المُؤمِنونَ- عن عُقوبةِ مَن اعتدى عليكم، فعَفَوتُم عنهم؛ فذلك الصَّبرُ خَيرٌ عندَ اللهِ للصَّابِرينَ مِن الانتِقامِ والانتِصارِ .
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ).
أي: واصبِرْ- يا مُحَمَّدُ- على دَعوةِ قَومِك إلى اللهِ، وتحَمَّلْ ما يُصيبُك مِن أذاهم، وما يَحصُلُ صَبْرُك إلَّا بإعانةِ اللهِ وتَوفيقِه لك إلى ذلك.
(وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ).
أي: ولا تَحزَنْ على قَومِك إذا لم يُؤمِنوا بما جِئتَهم به، وأعْرَضوا عن دَعْوتِك.
(وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ).
أي: ولا يَضِقْ صَدْرُك فتَغْتَمَّ بسَبَبِ مَكرِ قَومِك بك، وتَكذيبِهم وعَداوتِهم لك، واحْتيالِهم بالخُدَعِ للصَّدِّ عما جِئْتَهم به من الحَقِّ؛ فإنَّ اللهَ ناصِرُك عليهم، ومُظهِرٌ دِينَه.
(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا).
أي: إنَّ اللهَ بنَصْرِه وتأييدِه ومَعونَتِه مع الذين اتَّقَوه، فاجتَنَبوا نواهِيَه.
(وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
أي: ومع المُحسِنينَ في عبادةِ اللهِ، المُحسِنينَ إلى عِبادِ اللهِ، يُعينُهم ويُؤَيِّدُهم ويَنصُرُهم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/16/27

تحميل التصميم