وجوب الإيمان والعمل بجميع شرائع الدين

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة: 208.
﴿ادخلوا في السلم كافة﴾؛ أي: في جميع شرائع الدين، ولا يتركوا منها شيئًا، وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه؛ إن وافق الأمر المشروع هواه فَعَله، وإن خالفه تَركَه، بل الواجب أن يكون الهوى تبعًا للدين، وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير. ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان، قال: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾.

تفسير السعدي: ٩٤.

الشرح والإيضاح

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً). أي: يا مَعشرَ المؤمنينَ اعْمَلوا بجميع شَرائعِ الإسلام. (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ). مناسبتها لِمَا قبلها: لَمَّا أمَر الله تعالى بالعملِ بجميع شرائعِ الإسلام، حذَّر سبحانه ممَّا يمنَعُ مِن الالتزام بذلك، فقال: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ). أي: لا تُطِيعوا الشَّيطان؛ فتَسلُكوا طُرقَه، فيقودَكم شيئًا فشيئًا إلى التَّهلُكةِ؛ فهو لكم عَدوٌّ ظاهِرُ العَدواة. المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/36

تحميل التصميم