نهى الله عن الإسراف والبخل، فابتغ بينهما سبيلًا

عَوِّد نفسك على الاقتصاد والاعتدال في الإنفاق، واحذر الإسراف والتبذير.
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].
{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
{وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26- 27].

الشرح والإيضاح

(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا).
أي: والذين إذا أنفَقوا أموالَهم على أنفُسِهم وأهليهم وغَيرِهم، لم يُجاوِزوا الحَدَّ في إنفاقِها فيُبَذِّروا، ولم يُقصِّروا في النَّفَقةِ عن قَدرِ الحاجةِ فيَبخَلوا.
(وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
أي: وكان إنفاقُهم مُعتَدِلًا وسَطًا بيْنَ الإسرافِ والتَّقتيرِ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/25/13

(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ).
أي: ولا تُمسِكْ يَدَك بُخلًا عن النَّفَقةِ في الخَيرِ كُلَّ الإمساكِ وكأنَّها مُقَيَّدةٌ إلى عُنُقِك، فلا تستطيعُ أن تَمُدَّها لتُعطيَ أحدًا شيئًا من الخَيرِ.
(وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ).
أي: ولا تَبسُطْ يدَك بالعَطاءِ والإنفاقِ كُلَّ البَسطِ، فتُنفِقَ فَوقَ طاقتِك، وتبقَى بلا مالٍ لَدَيك.
(فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا).
أي: فتَبقى ملومًا عندَ الله تعالى، وعندَ النَّاسِ، وعندَ نَفسِك، مُنقَطِعًا، لا شيءَ لديك لتُنفِقَه، عاجزًا عن إقامةِ شُؤونِك.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/17/7

(وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ).
أي: وأعْطِ القَريبَ -يا مُحمَّدُ – حقَّه من الصِّلةِ والعَطفِ والمُواساةِ، والمِسكينَ حَقَّه مِن الصَّدَقةِ، والمُسافِرَ المُنقَطِعَ المُجتازَ بك حَقَّه مِنَ الضِّيافةِ، والإعانةِ على وُصولِه إلى مَقصِدِه.
(وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا).
أي: ولا تُفَرِّقْ أموالَك بإنفاقِها في غَيرِ حَقِّها ومَواضِعِها التي تستَحِقُّ الإنفاقَ فيها، وذلك كالإنفاقِ في مَعصيةِ اللهِ تعالى.
(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ).
أي: إنَّ المُفَرِّقينَ أموالَهم في غَيرِ حَقِّها ووجْهِها المَشروعِ كانوا إخوانَ الشَّياطينِ؛ لاتِّباعِهم إيَّاهم في التَّبذيرِ والسَّفَهِ ومَعصيةِ اللهِ.
(وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).
أي: وكان الشَّيطانُ لرَبِّه جَحودًا لنِعَمِه لا يَشكُرُها، فيَترُكُ طاعةَ اللهِ، ويُقبِلُ على مَعصيتِه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/17/7

تحميل التصميم