من تاب وندم ورجع تاب الله عليه

تُبْ إلى الله يَتُبْ عليك.
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر: 49].
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110].
{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 39].
‏{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 54].

الشرح والإيضاح

(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)).
أي: وإنِّي لكثيرُ المغفرةِ لِمن رجَعَ عمَّا كان فيه من كُفرٍ أو شِركٍ، أو نفاقٍ أو مَعصيةٍ، وآمَنَ بكلِّ ما يجِبُ الإيمانُ به، وأخلَصَ لله في عبادتِه، وعَمِلَ الأعمالَ الصَّالِحةَ تَصديقًا لإيمانِه، ثمَّ لَزِمَ ذلك فثَبَت على التَّوبة، وأقام على الإيمانِ، واستمرَّ على القيامِ بالأعمالِ الصَّالحةِ حتى مماتِه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/20/10

(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)).
أي: أخبِرْ- يا مُحمَّدُ- عبادي خبَرًا جازِمًا مُؤكَّدًا أنِّي أنا كثيرُ المَغفِرةِ لذُنوبِهم إذا تابُوا، فأستُرُ ذُنوبَهم وأتجاوَزُ عن مُؤاخَذتِهم، كثيرُ الرَّحمةِ بهم إذا استقاموا، ومِن رحمتي أنِّي لا أعذِّبهم على الذنوب بعد تَوبتِهم منها.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/15/6

(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ)
أي: ومَن يعمَلْ ما يُسيءُ به إلى غيرِه، أو يظلِمْ نفسَه بإكسابه إيَّاها ما يستحقُّ به عقوبةَ الله من شِركٍ ومعاصٍ.
(ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ)
أي: ثمَّ يطلُبْ مِن الله تعالى أن يستُرَ ما عمِلَ مِن ذنوبٍ، ويتجاوَزَ عن مؤاخَذتِه بها.
(يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)
أي: فإنَّه يجدُ اللهَ تعالى غفورًا لذنوبِه، رحيمًا به.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/4/31

(فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ).
أي: فمَن رجَعَ- بَعدَ سَرقتِه التي ظَلمَ بها نَفْسَه وغيرَه- إلى اللهِ تعالى، وأَصلحَ عمَلَه وما أفْسدَه بظُلمِه؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَقبَلُ توبتَه.
(إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
أي: إنَّ اللهَ تعالى يَستُر ذُنوبَ عِبادِه، ويتجاوزُ عن مؤاخذتِهم بها، وهو رحيمٌ بهم، ومِن رحمتِه أنَّه يُوفِّقُهم للتوبةِ، ويَقبَلُها منهم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/5/13

(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
أي: وبَشِّرْهم برحمةِ الله الواسِعَةِ الشَّامِلَةِ؛ فقد أوجَبَها على نَفْسِه الكريمةِ؛ تفضُّلًا منه وإحسانًا.
(أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
أي: مَنِ اقترفَ منكم ذنبًا، والحالُ أنَّه متَّصِفٌ بالجَهالةِ- حيث آثَرَ دُنياه على أُخراه، وعَمِيَ عن عواقِبِ اقترافِ فِعْلِ ما لا يَنبغي فِعْلُه- ثم رجَع عمَّا ارتكَبَه، وأقلَعَ ونَدِمَ وعَزَمَ على ألَّا يعودَ إليه، وقام بإصلاحِ جميعِ ما أفسَدَه من الأعمالِ الظَّاهِرةِ والباطِنَةِ، إذا وُجِدَ ذلك كُلُّه فاللهُ تعالى غفورٌ، فيَسْتُر ذَنْبَه، ويتجاوَزُ عن مؤاخَذَتِه به، رحيمٌ به، ومِن رَحْمَتِه أنْ تابَ عليه، وتَرَكَ عِقابَه على الذَّنبِ بعد تَوبتِه منه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/6/14

تحميل التصميم