متى يكون المسلم أكثر عرضة للهلاك؟

قال تعالى: (أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) البقرة: 221.
المقصود من الآية أن المؤمن يجب أن يكون حذرًا عما يضره في الآخرة، وأن لا يحوم حول حمى ذلك، ويتجنب عما فيه الاحتمال، مع أن النفس والشيطان يعاونان على ما يؤدي إلى النار.

تفسير الألوسي: ٢/١٢٠.

الشرح والإيضاح

(أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ). أي: إنَّما حرَّمتُ عليكم- أيُّها المؤمنون- تزوُّجَ المشركات وتزويجَ المشركين بالمؤمنات؛ لأنَّهم في حقيقة الأمر يقودونكم عبر معاشرتهم ومخالطتهم بسماع أقوالهم، ورؤية أفعالهم، ومعايشة أحوالهم إلى حبِّ الدُّنيا، وإيثارها على الآخرة، وإلى العمل بما يُدخِلكم النار؛ فلا تغترُّوا بهم، فيردوكم في التهلُكة، والشقاء الأبدي. (وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ). أي: إنَّ الله تعالى يدعوكم بما يُعلِّمكم مِن شَرْعه من أوامرَ ونواهٍ للعمل بها؛ لتقودَكم لدخول الجنة، وتوجبَ لكم النَّجاةَ من النار بما يمحو من خَطاياكم، التي من آثارها دفْعُ العقوبات، وذلك بالحثِّ على التوبة والاستغفار، ولزومِ العمل الصَّالح الذي يُكفِّر الآثام، فيتجاوز عنها ربُّكم، ويسترها عليكم. (وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). أي: يوضِّح براهينه وحُججَه ويُظهِر أحكامه وحِكَمها؛ فيُوجِب لهم ذلك التذكُّر لِمَا نَسُوه من الحقِّ فيعتبروا ويتَّعظوا، ويميِّزوا بين الدعاء إلى النيران، والدعاء إلى الجنَّة ونَيْل الغفران. المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/38

تحميل التصميم