ما الأسباب التي تجعل أجر الحسنة يتضاعف؟

قال تعالى: (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 261.
بحسب حال المنفق، وإخلاصه وصِدقه، وبحسب حال النفقة وحِلِّها ونفعها ووقوعها موقعها.
(والله واسع) الفضل، واسع العطاء، لا ينقصه نائل ولا يحفيه سائل، فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة، لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ولا ينقصه العطاء على كثرته، ومع هذا فهو (عليم) بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته.

تفسير السعدي: ص١١٣.

الشرح والإيضاح

(وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ). أي: إنَّ الله تعالى يُضاعِف هذه المضاعفةَ إلى السَّبعمئة، أو إلى أكثرَ من ذلك، بحسَب مشيئته، وذلك وَفْق ما تَقتضيه حِكمتُه، فإنَّ المنفِقين يتفاوتون إيمانًا وإخلاصًا لله تعالى، وتتفاوت نفقاتُهم كذلك بحسَب حِلِّها ونَفْعها، وشدَّة الحاجة إليها. (وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). أي: إنَّ الله تعالى واسعُ الفضل والعطاء؛ ولذا يُضاعِف لمن يشاء هذه المضاعفة أو يَزيد عليها، فلا يَستبعِدنَّ أحدٌ ذلك الأجرَ الكريمَ، أو يتوهَّم أنَّ فيه مُبالَغةً؛ فإنَّ الله تعالى لا يَتعاظمه شيءٌ، ولا يَنقُصه العطاءُ مهما عَظُم، ولكن لا ينبغي أن يُظَنَّ أنَّ سَعَة عطائه سبحانه تقتضي حصولَ تلك الأجور لكلِّ مُنفِق؛ فإنَّه عليمٌ بمن هو أهلٌ لهذا الأجر، ومَن لا يَستَحِقُّه، فإنَّ سَعَة كَرَمه تعالى لا تُناقِض حِكمتَه، بل يَضعُ فضلَه مواضعَه . المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/45

تحميل التصميم