لا تغتر بعلمك، فالله هو الذي علَّمك ما لم تكن تعلم.
{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32].
{وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص: 78].
الشرح والإيضاح
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
هذا تنزيهٌ من الملائكة لله عزَّ وجلَّ بنفي علم أي شيءٍ، إلَّا ما علَّمهم الله تعالى، وهو العليم بغِير تعليم، وهو الحكيم الذي يضَعُ الأشياءَ مواضعَها، حكيمٌ في خَلْقه وأمْره، وفي تعليم مَن يشاء، فنَفَى الملائكةُ الكرام أصلَ العلم عن أنفسهم، وأثبتوا كمالَ العِلم والحِكمة لله تبارك وتعالى.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/6
(وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)
أي: ومِن فَضْله تعالى عليك- يا محمَّدُ- أنْ علَّمَك ما لم تكُنْ تعلَمُه من قبلِ نزولِ الوحيِ عليك.
(وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)
أي: إنَّ ما منَحَك اللهُ تعالى إيَّاه من نِعَمٍ وعطايا- يا محمَّدُ- أمرٌ عظيمٌ من لَدُنِ العظيمِ الكريم سبحانه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/4/31
(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي).
أي: قال قارونُ: إنَّما أُوتيتُ هذه الكُنوزَ؛ لأنِّي أهلٌ لذلك.
(أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا).
أي: أوَلَمْ يعلَمْ قارونُ أنَّ اللهَ قد أهلَكَ مِن قَبْلِه مِنَ الأُمَمِ الماضيةِ مَن كان أقوى منه وأكثَرَ جَمعًا للأموالِ؟ فلا مانِعَ إذَنْ مِن إهلاكِ قارونَ، كما أُهلِكَ مَن هو مِثلُه أو أعظَمُ، وقد فَعَل ما يُوجِبُ الهلاكَ!
(وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) .
أي: ولا يُسألُ المُجرِمونَ عن ذُنوبِهم، فيُعاقِبُهم اللهُ تعالى عليها مِن غيرِ أن يَستَعلِمَهم عنها؛ لعِلْمِه بها كُلِّها.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/28/16