فضل الإيمان، والتحذير من الشرك

قال رسول الله ﷺ: “إنَّ الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يُعْطَى بها في الدنيا، ويُجْزَى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطْعَم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يُجْزَى بها”

في هذا الحديث يظهر عظيم عدل الله سبحانه، وأنه لا يظلم الناس شيئًا، فلا ينقص المؤمن ثواب حسنة عملها، فإنه يُعْطَى بها في الدنيا، مع ما يدّخر له في الآخرة. وأما الكافر فإنه رغم أن الله لا يُقبل منه؛ لأنه لم يؤمن بالله ولم يؤمن بمحمد رسول الله، إلا أن الله لا يظلمه عمله فيكافئه عليه في الدنيا، فيُطْعِمه به حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يُجْزَى بها.

صحيح مسلم: ٢٨٠٨.

الشرح والإيضاح

يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديث عَظيمَ عَدلِ اللهِ سُبحانَه وأنَّه لا يَظلِمُ النَّاسَ شيئًا، وأنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مُؤمنًا حَسنةً، أي: لا يَنقُصُ ثَوابَ حَسنةٍ عَمِلَها، فإنَّه يُعطى بِها في الدُّنيا، بأنْ يُوَسِّعَ عليه رِزقَه ويُرَغِّدَ عَيْشَه في الدُّنيا، مَع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ؛ فَهُو أَحوَجُ ما يَكونُ لِثوابِ تِلك الحَسنةِ.
وأمَّا الكافِرُ فيُطعَمُ بِحسناتِ ما عَمِلَ بِها للهِ في الدُّنيا، أي: بِما فَعَلَه مُتقرِّبًا بِه إلى اللهِ تَعالى مِمَّا لا تفتَقِرُ صِحَّتُه إلى النِّيَّةِ كصِلةِ الأَرحامِ والصَّدقةِ والضِّيافَةِ، فإنَّه لا يُقبَلُ منه؛ لأنَّه لا يَتوَفَّرُ لديه شَرْطُ قَبولِ العَمَلِ وهُو الإيمانُ باللهِ، ولكنَّ اللهَ لا يَظلِمُه عَمَلَه فيُكافِئَه عليه في الدُّنيا، فَيُطْعِمَه به حتَّى إذا أَفْضى إلى الآخِرَةِ لم يَكُنْ له حَسنةٌ يُجْزَى بِها.
في الحديثِ: فَضلُ الإيمانِ، والتَّحذيرُ منَ الشِّركِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/20647

تحميل التصميم