فاذكروني أذكركم

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}[البقرة: 152].
قال خالد الرُّبَعَي: ” قف عندها ولا تعجل فلو استقر يقينها في قلبك ما جفّت شفتاك” (الدر المنثور2/ ٦٥).[/box]

الشرح والإيضاح

(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)).
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.
أي: عليكم بذِكري في مقابل تلك النعم التي تقدَّم ذكرها. وهذا الذِّكر المأمور به عامٌّ يَشمل ذِكر الله قولًا باللِّسان، وعملًا بالقلب وبالجوارح، ورتَّب الله عزَّ وجلَّ على هذا الذِّكر جزاءً عظيمًا، وهو أن يَذكُر هو سبحانَه مَن ذكَره .
فعن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((يقول اللهُ تعالَى: أنا عندَ ظنِّ عَبْدي بي، وأنا معه إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نفسِه ذَكرتُه في نفْسي، وإنْ ذَكَرَنِي في ملأٍ ذَكرتُه في ملأٍ خيرٍ منهم)) .
وعن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((وما اجتَمعَ قومٌ في بيتِ مِن بيوتِ اللهِ، يتْلون كتابَ اللهِ، ويَتدارسونه بينهم، إلَّا نَزلتْ عليهم السَّكينةُ، وغَشِيتْهم الرحمةُ، وحفَّتْهم الملائكةُ، وذَكرَهم اللهُ فيمَن عِنده)) .
وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ.
أي: اشكُروني على ما مَنحتُكم من نِعمٍ باللِّسانِ وبالقلب والجوارح، ولا تجحدوا إحساني إليكم. ومن أعظمِ ذلك: نِعمةُ الإسلام، وإرسالُ محمَّدٍ عليه الصَّلاة والسلام، والهدايةُ إلى الشَّرائع الصَّحيحة، ومنها استقبالُ الكعبة الشريفة .
كما قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153).
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/25