صُنْ جوارحك عن الحرام

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””](إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء:36] ‏الجوارح كالسواقي توصل إلى القلب الصافي والكدِر فمن كفَّها عن الشر، جَلَتْ معدة القلب بما فيها من الأخلاط، فأذابتها وكفى بذلك حِمْيَة؛ فإذا جاء الدواء، صادف محلاً قابلاً، ومن أطلقها في الذنوب، أوصلت إلى القلب وَسَخ الخطايا وظلم المعاصي. ‏[ابن الجوزي][/box]

الشرح والإيضاح

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36).
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.
أي: ولا تَقُلْ أو تفعَلْ شيئًا بمُجَرَّدِ الظَّنِّ، فتَتْبَعْ ما لا عِلمَ لك به، ولا دليلَ على صِحَّته، ومِن ذلك: رَميُ النَّاسِ وقَذفُهم بالباطِلِ، والشَّهادةُ عليهم بغَيرِ الحَقِّ.
كما قال تعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ [النحل: 116].
وقال سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات: 12].
وقال عزَّ وجلَّ: وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [النجم: 28].
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا.
أي: إنَّ سَمْعَ الإنسانِ وبَصَرَه وقَلْبَه، كُلُّ هذه الأعضاءِ العَظيمةِ، العاليةِ المنافِعِ، البَديعةِ التَّكوينِ، سيَسألُ اللهُ الإنسانَ عنها يومَ القيامةِ فيما استعمَلَها، وتُسأَلُ هي عمَّا عَمِلَ فيها صاحِبُها، فتَشهَدُ عليه بما قال وفَعَل مِن خَيرٍ وشَرٍّ.
كما قال تعالى: وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل: 93].
وقال سُبحانَه: حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [فصلت: 20].
وعن شَكَلِ بن حُمَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمْني دُعاءً، قال: قل: اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن شَرِّ سَمعي، ومِن شَرِّ بَصَري، ومِن شَرِّ لِساني، ومِن شَرِّ قَلبي، ومِن شَرِّ مَنِيِّي)) .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/17/9