إذا أعجبتك النعمة فلا تفتتن بها ولا تغترّ، وقل:
{مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39].
{هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40].
الشرح والإيضاح
(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ).
أي: وهلَّا إذ دخلتَ بُستانَك قلتَ حين أعجَبَك: ما شاءَ اللهُ.
(لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ).
أي: وهَلَّا قُلتَ: لا قُوَّةَ لي على شَيءٍ إلَّا بإعانةِ اللهِ لي، ومِن ذلك إنشاءُ الجنَّتَينِ وعِمارتُهما، وتدبيرُ أمرِهما (14) .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/18/11
(فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ).
أي: فأتى العرشُ بقُدرةِ اللهِ، فلمَّا رآه سُلَيمانُ ثابتًا ثُبوتًا حقيقيًّا بينَ يدَيه، قال: هذا التمَكُّنُ والمُلكُ والسُّلطانُ الذي أنا فيه حتى حُمِلَ إليَّ العَرشُ في قَدْرِ ارتدادِ الطَّرفِ- مِن عَطاءِ رَبِّي عليَّ؛ لِيَختبرَني أأشكُرُ نِعمَتَه، أم أكفُرُها فلا أشكُرُه .
(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ).
أي: ومَن شَكَرَ نعمةَ اللهِ عليه فإنَّما ينفَعُ نَفسَه في دُنياه وآخِرتِه.
(وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
أي: ومن كَفَرَ نِعمةَ اللهِ عليه ولم يَشكُرْ، فإنَّ ربِّي غَنيٌّ عن شُكرِه، ولا حاجةَ به إليه، كريمٌ في نفسِه وإن لم يُعبَدْ، فعظَمتُه لا تفتَقِرُ إلى أحدٍ؛ ومُتفَضِّلٌ بإنعامِه على جميعِ خَلقِه حتَّى على مَن يكفُرُ به.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/27/6