شكر الله من لوازم العبادة، وهو طريق للزيادة

الشكر روح العبادة، والشكر يحفظ النعم، فأكثر من شكر الله على نعمه.
{وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172].
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
{وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40].
{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 174].

الشرح والإيضاح

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا الله).
أي: يأمُرُ اللهُ تعالى عبادَه المؤمنين بالأكل ممَّا أحلَّ اللهُ تعالى لهم؛ من أنواع المطعوماتِ الطَّاهرة النَّافعة، التي رزَقهم إيَّاها، كما أمَرهم أيضًا بالقيام بشُكره؛ بقلوبهم، وألسنتِهم، وجوارحهم .
(إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).
أي: إنْ كنتم تُطيعون الله تعالى حقًّا، وتخضَعون له ممتثلينَ لأوامرِه، ومجتنبين لنواهيه، فكُلوا ممَّا رزَقكم اللهُ تعالى، واشكروه على ما أنعَم به عليكم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/28

(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
أي: واذكُروا حين أعلَمَكم ربُّكم: لَئِن شَكَرتُم اللهَ على نِعَمِه بطاعتِه في أمرِه ونَهيِه، ليزيدَنَّـكم من النِّعَمِ .
(وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
أي: ولئنْ كَفَرتُم نعمةَ اللهِ عليكم فلم تشكُروه عليها بطاعتِه في أمرِه ونهيِه؛ فإنَّ عِقابَه لِمَن كفَرَ به شديدٌ، فيُصيبُكم منه ما يسلُبُ تلك النِّعَمَ، ويُحِلُّ بكم النِّقمَ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/14/2

(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ).
أي: ومَن شَكَرَ نعمةَ اللهِ عليه فإنَّما ينفَعُ نَفسَه في دُنياه وآخِرتِه.
(وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
أي: ومن كَفَرَ نِعمةَ اللهِ عليه ولم يَشكُرْ، فإنَّ ربِّي غَنيٌّ عن شُكرِه، ولا حاجةَ به إليه، كريمٌ في نفسِه وإن لم يُعبَدْ، فعظَمتُه لا تفتَقِرُ إلى أحدٍ؛ ومُتفَضِّلٌ بإنعامِه على جميعِ خَلقِه حتَّى على مَن يكفُرُ به.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/27/6

(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)
أي: ما يصنَعُ اللهُ تعالى- أيُّها المنافِقون- بعذابِكم، إن شكَرْتموه على نِعَمِه، فقُمتُم بطاعتِه، وآمنتم حقًّا بما يجبُ عليكم الإيمانُ به؟ فإنَّه لا حاجةَ لله سبحانه في أن يُعذِّبَكم؛ إذ لا يَجتلِبُ إلى نفْسِه بعَذابِكم نفعًا، ولا يدفَعُ عنها ضرًّا.
(وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)
أي: إنَّ اللهَ تعالى شاكرٌ لِمَن شكَر له، فيُثيبُهم على ما عمِلوا، أكثرَ ممَّا عمِلوا، عليمٌ بإيمانِ مَن آمَن قلبُه به، وعليمٌ بمن يستحقُّ الشُّكر مِن عبادِه، ويُجازيه على ذلك أوفرَ الجزاء.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/4/39

تحميل التصميم