ستر الله للمؤمن في الدنيا ومغفرته له في الآخرة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا، أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتّى إذا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُها عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وأَنا أغْفِرُها لكَ اليَومَ، فيُعْطى كِتابَ حَسَناتِهِ، وأَمّا الكافِرُ والمُنافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهادُ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا على رَبِّهِمْ ألا لَعْنَةُ اللَّهِ على الظّالِمِينَ} [هود: ١٨] (صحيح البخاري ٢٤٤١).[/box]

الشرح والإيضاح

يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الله تعالى يُدني المؤمنَ، أي: يُقرِّبه إليه يومَ القيامةِ؛ ليُكلِّمه ويَعرِضَ عليه ذنوبَه فيما بَينَه وبينه، فيضَعُ عليه كنَفَه، والكَنَفُ في اللُّغةِ السَّتْرُ والحِرزُ والنَّاحيةُ، ويَستُره، أي: يَستُرُ عبدَه عن رُؤيةِ الخَلْق له؛ لئلَّا يَفتضحَ أمامَهم فيُخزى، ويُكلِّمه فيها سِرًّا فيقول له: أتعرفُ ذنب كذا؟ فيذكِّره بما فعَلَه في الدنيا في لُطفٍ وخفاء، حتَّى إذا قَرَّره بذلك واعترَف بذُنوبه ورأى في نفْسِه أنَّه هلك- أيْ: وتَيقَّن أنَّه داخلٌ النَّار لا محالةَ إلَّا أنْ يتَداركه عفوُ الله- قال: ستَرتُها عليك في الدُّنيا وأنا أغفِرُها لك اليوم، أي: أغْفِرُها لك في هذا اليومِ كما ستَرتُها عليك في الدنيا. أمَّا الكافرُ أو المنافقُ في عَقيدتِه، فيقول الأشهادُ: هؤلاءِ الذين كذَبوا على ربِّهم، أي: فيقول الحاضرون مِن الملائكةِ والنَّبيِّين والجنِّ والإنس: هؤلاء الذين كفَروا ونسَبوا إلى اللهِ ما لا يَليقُ به من الشَّريكِ والولدِ والزوجة، ألَا لعنةُ اللهِ على الظالمين، أي: ألَا إنَّ هؤلاء الكفَّارَ هم الذين اختصَّهم الله باللَّعْنةِ والطَّردِ من رحمتِه.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/11083