حِلْم الله بخلقه رغم ظلمهم

قال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) النحل: ٦١.
قال ابن كثير رحمه الله:
“يخبر تعالى عن حِلْمه بخلقه مع ظلمهم، وأنه لو يُؤاخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهر الأرض من دابة، أي لأهلك جميع دواب الأرض تبعًا لإهلاك بني آدم، ولكنَّ الربّ يحلم، ويستر ويُنْظِر، إلى أجل مسمى، ولا يعاجلهم بالعقوبة؛ إذ لو فعل ذلك بهم لما أبقى أحدًا”.

تفسير ابن كثير ٨/ ٣٢٠.

الشرح والإيضاح

(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ).
أي: ولو يُعاجِلُ اللهُ النَّاسَ بالعُقوبةِ؛ بسَبَبِ شِرْكِهم وكُفرِهم، وافتِرائِهم على اللهِ، وعِصيانِهم له- لأهلَكَ بسببِ شؤمِ ذلك جميعَ النَّاسِ وغيرهم مِن الدَّوابِّ.
(وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى).
أي: ولكِنْ يُمهِلُ اللهُ بحِلْمِه الظَّالِمينَ، فلا يُعاجِلُهم بالعُقوبةِ إلى وقتٍ وَقَّتَه لهم.
(فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ).
أي: فإذا جاء الوَقتُ المُقَدَّرُ لهَلاكِ الظَّالِمينَ، لا يُؤخَّرونَ عن الهَلاكِ ساعةً فيُمهَلونَ، ولا يتقدَّمون عنه فيُهلَكونَ قَبلَه، فلْيَحْذروا ما داموا في وَقتِ الإمهالِ قبل أن يَحِينَ الوَقتُ الذي لا يُمهَلونَ فيه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/16/14

تحميل التصميم