حاسب نفسك قبل عرض كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة

حاسب نفسك كل ليلة قبل أن تُحَاسَب. {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18].

{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة: 6].

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30].

{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49].

الشرح والإيضاح

﴿یَوۡمَىِٕذࣲ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِیَةࣱ﴾ [الحاقة ١٨]
﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ﴾ على الله ﴿لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ لا من أجسامكم وأجسادكم ولا من أعمالكم [وصفاتكم]، فإن الله تعالى عالم الغيب والشهادة. ويحشر العباد حفاة عراة غرلا، في أرض مستوية، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، فحينئذ يجازيهم بما عملوا
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/69/18

﴿یَوۡمَ یَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤا۟ۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ﴾ [المجادلة ٦]
يقول الله تعالى: ﴿يوم يبعثهم الله﴾ جميعا ﴿فيقومون من أجداثهم سريعا﴾ فيجازيهم بأعمالهم ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا﴾ من خير وشر، لأنه علم ذلك، وكتبه في اللوح المحفوظ، وأمر الملائكة الكرام الحفظة بكتابته، هذا ﴿و﴾ العاملون قد نسوا ما عملوه، والله أحصى ذلك.
﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ على بالظواهر والسرائر، والخبايا والخفايا.
ولهذا أخبر عن سعة علمه وإحاطته بما في السماوات والأرض من دقيق وجليل.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/58/6

(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا)
يومَ تجِد كلُّ نفْسٍ الَّذي عمِلَتْه من خيرٍ- سواء كان قليلًا أو كثيرًا- قد أُحضِر كاملًا موفَّرًا.
(وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)
أي: والَّذي عمِلَتْه كلُّ نفْس من سوء- قلَّ أو كثُر- تُحبُّ وتتمنَّى لو أنَّ بينها وبينه مسافةً بعيدةً، أو زمانًا طويلًا متأخِّرًا.
ثمَّ قال تعالى مؤكِّدًا ومهدِّدًا ومتوعِّدًا:
(وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)
أي: ويُخوِّفُكم الله مِن نفْسِه.
(وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)
أي: واللهُ رحيمٌ بخَلْقه أشدَّ الرَّحمةِ وأرقَّها؛ لذا حذَّرهم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/3/12

(وَوُضِعَ الْكِتَابُ).
أي: ووُضِعَت كُتُبُ أعمالِ العبادِ -التي كتَبَتْها الملائِكةُ- في أيديهم؛ فمنهم آخِذٌ كتابَه بيَمينِه، ومنهم آخِذٌ كِتابَه بشِمالِه.
(فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ).
أي: فتَرى المُجرمِينَ خائِفينَ مِمَّا في كُتُبِ أعمالِهم من السَّيِّئاتِ التي عَمِلوها في الدُّنيا، خوفًا عظيمًا مِن عقابِ اللهِ والفَضيحةِ بين خَلقِ الله.
(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا).
أي: ويقولُ المُجرِمونَ إذا اطَّلَعوا على كُتُبِ أعمالِهم، فرَأَوا ما فيها من السَّيِّئاتِ: يا حَسرَتَنا وهلاكَنا! ما شأنُ هذا الكتابِ لا يَترُكُ صَغيرةً مِن ذُنوبِنا ولا كبيرةً منها إلَّا حَفِظَها وعَدَّها؟!
(وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا).
أي: ووجَدوا كُلَّ ما عَمِلوه في الدُّنيا مِن خَيرٍ وشَرٍّ مَكتوبًا مُثبَتًا في صُحُفِ أعمالِهم، فجُوزُوا به.
(وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
أي: ولا يَظلِمُ رَبُّك -يا مُحمَّدُ- أحدًا مِن عبادِه، سواء مِن هؤلاء المُجرِمينَ أم مِن غَيرِهم؛ فلا يَنقُصُ أحدًا من حَسَناتِه، أو يزيدُ في سَيِّئاتِه، أو يُعاقِبُه بذنبٍ لم يفعَلْه، ونحو ذلك من الأفعالِ التي يُنزَّهُ عنها الرَّبُّ سُبحانه؛ لكَمالِ عَدلِه وغِناه ورَحمتِه، وإنَّما يُجازي كلًّا بما يستَحِقُّه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/18/14

تحميل التصميم