تأمل نعمة الله في تسخير السفن

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله عز وجل: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ} [البقرة: 164]. “”ووجه الآية في الفلك؛ تسخير الله إياها على وجه الماء، ووقوفها فوقه مع ثقلها. (القرطبي ٢/٤٩٤).[/box]

الشرح والإيضاح

إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164).
إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ.
أي: إنَّ في إنشاء السَّموات والأرض وابتداعهما، وما أودَع الله تعالى فيهما من العَجائب.
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
أي: تعاقبِها الدَّائم، بحيث يَجيء أحدُهما، ثم يذهب، ويخلُفه الآخَر مباشرةً دون أن يتأخَّر عنه لحظة، وكذا اختلافهما في الضِّياء والظُّلمة، والحرِّ والبَرد، والطُّول والقِصَر .
كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان: 62].
وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ.
أي: السُّفن التي تَسير في البحر، فيَنتفع النَّاسُ بالتنقُّل عبْرَها من مكان لآخَر، وبجلْب البضائع، وصَيد الأسماك، وغير ذلك .
وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا.
أي: المطر الذي أنزله الله تعالى من السَّحاب، فأنبتتْ بسببه الأرضُ بعدَ أن كانت قاحلةً مُجدِبةً .
وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ.
أي: نشَر في أقطارِ الأرض جميعها، كلَّ ما يمشي على وجهِها من مختلف أنواعِ الحيوان .
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ.
أي: تَنويعِها في الركود والهُبوب، وفي الاتِّجاه، والشِّدَّة والنَّفع، فتهبُّ من عِدَّة اتجاهات، وتختلف شِدَّةً وضعفًا، ونفعًا للنَّاس، أو هلاكًا وضرًّا .
وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.
أي: السَّحاب الواقِع في جوِّ السَّماء، المذلَّل بأمْر الله تعالى لمصالح الخَلْق .
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.
أي: في تِلك الأمور المذكورة، علاماتٌ ودَلالات واضحةٌ على وَحدانية الله تعالى، وعلى كمال صِفاته، وعظيم أفعاله، ولكن لِمَن لديه عقلٌ رشيد، يتدبَّر به، ويَفهم عن الله تعالى مقصودَه.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/2/27