استشعر نعمة الله عليك فيما تأكله أو تشربه
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون: 21].
{انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 99]
{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [عبس: 24- 32]
{يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 4].
الشرح والإيضاح
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً).
أي: وإنَّ لكم -أيُّها النَّاسُ- في الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ ما تَعتَبِرونَ به، فتَعرِفونَ أياديَ اللهِ عندَكم، وسابِغَ رَحمتِه، وانفرادَه بالخَلقِ، وسَعةَ عِلمِه، وعظيمَ قُدرتِه عَزَّ وجَلَّ؛ فتَشكُرونَه ولا تَكفُرونَه.
(نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا).
أي: نُسقيكم -أيُّها النَّاسُ- لبنًا مِمَّا في بُطونِها.
(وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ).
أي: ولكم في الأنعامِ مَنافِعُ كَثيرةٌ؛ كاتِّخاذِ أوبارِها لباسًا وأثاثًا، وغيرِ ذلك مِنَ المَنافِعِ .
(وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ).
أي: ومِن لُحومِ الأنعامِ وشُحومِها تأكُلونَ بعدَ ذَبحِها.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/23/3
(انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ).
أي: انظروا إليه حين بُدُوِّه وطُلوعِه، وحين بُلوغِه ونُضْجِه، نَظَرَ فِكْرٍ واعتبارٍ؛ فإنَّ في ذلك عِبَرًا وآياتٍ؛ كالتفكيرِ في رحمةِ الله، وسَعَةِ إحسانِه وَجُودِه، وعنايَتِه بعبادِه، وكمالِ قُدْرَتِه؛ حيث أخرج تلك الثِّمارَ مِن العَدَمِ إلى الوُجودِ، فبَعْدَ أن كان حَطَبًا، صار عِنَبًا ورطبًا، وغير ذلك مِمَّا خلَقَ تعالى؛ من الألوانِ والأشكالِ والطُّعومِ والرَّوائحِ.
(إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
أي: إنَّ في إنزالِ اللهِ تعالى- أيُّها النَّاسُ- الماءَ من السَّماءِ الذي أخرَجَ به نباتَ كلِّ شيءٍ، والخَضِر الذي أخرج منه الحَبَّ المتراكِبَ، وغير ذلك مِمَّا ذكَرَه الله تعالى في هذه الآيَةِ؛ لدَلالاتٍ للمؤمنينَ على وحدانيَّة وكمالِ قُدرَةِ خالِقِ هذه الأشياءِ وحِكْمَتِه ورَحْمَتِه، وأنَّ العبادَةَ لا تصلُحُ إلَّا له عزَّ وجلَّ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/6/25
﴿فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦۤ﴾ [عبس ٢٤]
ثم أرشده تعالى إلى النظر والتفكر في طعامه، وكيف وصل إليه بعدما تكررت عليه طبقات عديدة، ويسره له فقال: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾
﴿أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَاۤءَ صَبࣰّا﴾ [عبس ٢٥]
[ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا } أي: أنزلنا المطر على الأرض بكثرة.
﴿ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقࣰّا﴾ [عبس ٢٦]
﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ﴾ للنبات ﴿شَقًّا﴾
﴿فَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا حَبࣰّا﴾ [عبس ٢٧]
[ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا } أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة، والأقوات الشهية ﴿حبًّا﴾ وهذا شامل لسائر الحبوب على اختلاف أصنافها،
﴿وَعِنَبࣰا وَقَضۡبࣰا﴾ [عبس ٢٨]
﴿وَعِنَبًا وَقَضْبًا﴾ وهو القت،
﴿وَزَیۡتُونࣰا وَنَخۡلࣰا﴾ [عبس ٢٩]
﴿وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا﴾ وخص هذه الأربعة لكثرة فوائدها ومنافعها.
﴿وَحَدَاۤىِٕقَ غُلۡبࣰا﴾ [عبس ٣٠]
﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا﴾ أي: بساتين فيها الأشجار الكثيرة الملتفة،
﴿وَفَـٰكِهَةࣰ وَأَبࣰّا﴾ [عبس ٣١]
﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ الفاكهة: ما يتفكه فيه الإنسان، من تين وعنب وخوخ ورمان، وغير ذلك.
﴿مَّتَـٰعࣰا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَـٰمِكُمۡ﴾ [عبس ٣٢]
والأب: ما تأكله البهائم والأنعام، ولهذا قال: ﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ التي خلقها الله وسخرها لكم، فمن نظر في هذه النعم أوجب له ذلك شكر ربه، وبذل الجهد في الإنابة إليه، والإقبال على طاعته، والتصديق بأخباره.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/80/32