الموفقون هم الذين باعوا أنفسهم وأرخصوها لله

قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) البقرة: 207.
هؤلاء هم الموفقون الذين باعوا أنفسهم وأرخصوها وبذلوها طلبًا لمرضاة الله ورجاء لثوابه، فهم بذلوا الثمن للمليء الوفي الرؤوف بالعباد، الذي من رأفته ورحمته أن وفّقهم لذلك، وقد وعد الوفاء بذلك، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾. وفي هذه الآية أخبر أنهم اشتروا أنفسهم وبذلوها، وأخبر برأفته الموجبة لتحصيل ما طلبوا، وبذل ما به رغبوا، فلا تسأل بعد هذا عن ما يحصل لهم من الكريم، وما ينالهم من الفوز والتكريم.

تفسير السعدي: ص٩5.

الشرح والإيضاح

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ). أي: إنَّ هناك صِنفًا من النَّاس يبيعون أنفسَهم، ويبذلونها ثمنًا لنيلِ مرضاةِ الله عزَّ وجلَّ. (وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ). أي: واللهُ ذو رحمةٍ عظيمة بعباده، ولعبوديَّتِهم له يرأَفُ بهم، وخاصةً مَن يبيعون أنفسَهم له سبحانه، ومِن رأفته بهولاء أنْ يوفِّقَهم لذلك، ويرضى عنهم. المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/35

تحميل التصميم