لتكن حياتك بين خوف من ربك، ورغبة ورجاء في رحمته، مع المسارعة في الخيرات.
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].
{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].
{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49- 50].
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14].
{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40].
الشرح والإيضاح
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ).
أي: إنَّ زكريَّا وزَوجَه ويحيَى كانوا يُبادِرونَ إلى فِعلِ الطَّاعاتِ، وما يُقرِّبُهم إلينا.
(وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا).
أي: وكانوا يَدْعُوننا؛ رَغبةً منهم في ثوابِ اللهِ ورَحمتِه، ورَهبةً مِن عذابِه وغَضَبِه.
(وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).
أي: وكانوا لنا مُتواضِعينَ خاضِعينَ، مُتذَلِّلينَ لا يَستكبِرونَ عن عبادتِنا ودُعائِنا، قد انكَسَرت قلوبُهم لله، وسكَنَت عن الالتِفاتِ إلى غَيرِه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/21/18
﴿أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدࣰا وَقَاۤىِٕمࣰا یَحۡذَرُ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَیَرۡجُوا۟ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلَّذِینَ یَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا یَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾ [الزمر ٩]
هذه مقابلة بين العامل بطاعة اللّه وغيره، وبين العالم والجاهل، وأن هذا من الأمور التي تقرر في العقول تباينها، وعلم علما يقينا تفاوتها، فليس المعرض عن طاعة ربه، المتبع لهواه، كمن هو قانت أي: مطيع للّه بأفضل العبادات وهي الصلاة، وأفضل الأوقات وهو أوقات الليل، فوصفه بكثرة العمل وأفضله، ثم وصفه بالخوف والرجاء، وذكر أن متعلق الخوف عذاب الآخرة، على ما سلف من الذنوب، وأن متعلق الرجاء، رحمة اللّه، فوصفه بالعمل الظاهر والباطن.
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ﴾ ربهم ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي، وما له في ذلك من الأسرار والحكم ﴿وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ شيئا من ذلك؟ لا يستوي هؤلاء ولا هؤلاء، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلام، والماء والنار.
﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ﴾ إذا ذكروا ﴿أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ أي: أهل العقول الزكية الذكية، فهم الذين يؤثرون الأعلى على الأدنى، فيؤثرون العلم على الجهل، وطاعة اللّه على مخالفته، لأن لهم عقولا ترشدهم للنظر في العواقب، بخلاف من لا لب له ولا عقل، فإنه يتخذ إلهه هواه.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/39/9
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)).
أي: أخبِرْ- يا مُحمَّدُ- عبادي خبَرًا جازِمًا مُؤكَّدًا أنِّي أنا كثيرُ المَغفِرةِ لذُنوبِهم إذا تابُوا، فأستُرُ ذُنوبَهم وأتجاوَزُ عن مُؤاخَذتِهم، كثيرُ الرَّحمةِ بهم إذا استقاموا، ومِن رحمتي أنِّي لا أعذِّبهم على الذنوب بعد تَوبتِهم منها.
(وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)).
أي: وأخبِرْ عبادي أيضًا أنَّ عذابي لِمَن أصرَّ على الكُفرِ والمعاصي، فلم يتُبْ منها، هو العذابُ المُوجِعُ الكثيرُ الإيلامِ؛ فلْيَحذَروا أسبابَ عَذابي، ولْيُقبِلوا على التَّوبةِ والإنابةِ إليَّ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/15/6