قال تعالى: (وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 247.
﴿والله واسع﴾ الفضل كثير الكرم، لا يخص برحمته وبره العام أحدًا عن أحد، ولا شريفًا عن وضيع، ولكنه مع ذلك ﴿عليم﴾ بمن يستحق الفضل فيضعه فيه، وأن فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ليس له رادّ، ولا لإحسانه صادّ.
تفسير السعدي: 1/109.
الشرح والإيضاح
(وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
أي: إنَّ المُلك لله تعالى وحده، وبيده دون غيره، يُؤتيه مَن يشاءُ بحسَب ما تقتضيه حِكمتُه، فيخصه به، فلا تستنكروا يا معشرَ الملأِ من بني إسرائيل أن يبعث الله طالوت ملكًا عليكم، وإنْ لم يكُن من أهل بيت المُلْك؛ فإنَّ المُلْك ليس بميراث عن الآباء والأجداد، ولكنَّه بإيتاءِ الله وحده، فلا تتخيَّروا على الله تعالى، فهو الحاكم الذي ما شاء فعل، ولا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون.
والله تعالى ذو سَعةٍ في جميع صفاته؛ ومن ذلك أنَّه واسعٌ في عِلمه، وواسعٌ في فضله، وكرمه؛ ومِن سَعة فضله أنَّه لا يخصُّ بكرمه شريفًا عن وضيع، أو غنيًّا عن فقير، وأنَّه يُنعم بالملْك حتى على مَن لم يكُن من بيت مُلك، وهو سبحانه واسع العلم، عليم بكلِّ شيء؛ ومِن ذلك علمه بمن يصلح للملْك من غيره.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/41