كن منسجمًا مع الكون؛ فالكون جميعه في حالة تسبيح دائم، فلا تغفل عن أورادك وصلاتك وتلاوة القرآن.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [النور: 41].
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44].
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجمعة: 1].
الشرح والإيضاح
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
أي: ألم تَرَ أنَّ اللهَ يُسَبِّحُ له وينزِّهُه عن النَّقائِصِ كُلُّ مَن في السَّمَواتِ وكُلُّ مَن في الأرضِ؛ مِن الملائكةِ والنَّاسِ والجِنِّ، والحيواناتِ والنَّباتاتِ والجَماداتِ؟
(وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ).
أي: والطَّيرُ مُصطَفَّاتِ الأجنحةِ في الهواءِ، تُسَبِّحُ لله أيضًا في حالِ طَيَرانِها .
(كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ).
أي: كلُّ مخلوقٍ قد عَلِمَ صلاتَه وتَسبيحَه لله.
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ).
أي: واللهُ ذو عِلمٍ بما يفعَلُ كُلُّ مُصَلٍّ ومُسَبِّحٍ منهم، لا يخفَى عليه شَيءٌ مِن أعمالِهم، وهو مُجازيهم على ذلك.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/24/13
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ).
أي: تُسَبِّحُ لله السَّمَواتُ السَّبعُ والأرضُ، ومَن فيهنَّ مِنَ المَلائِكةِ والإنسِ والجِنِّ وجميعِ المَخلوقاتِ، فتُنزِّهُه عمَّا لا يليقُ به.
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ).
أي: وما مِن شَيءٍ من المَخلوقاتِ إلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِ الله تعالى، فيُنَزِّهُه تنزيهًا مَقرونًا بوَصفِه بصِفاتِ الكَمالِ مع محَبَّتِه وتَعظيمِه عزَّ وجَلَّ .
(وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).
أي: ولكن لا تَعلَمونَ -أيُّها النَّاسُ- تَسبيحَ المَخلوقاتِ؛ لأنَّها على غيرِ لُغَتِكم.
(إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).
أي: إنَّ اللهَ كان حَليمًا، فلا يُعاجِلُ بالعُقوبةِ مَن يكفُرُ به ويَعصِيه، غفورًا لِمَن تابَ مِن عِبادِه، فيَستُرُ ذُنوبَهم، ويتَجاوَزُ عن مُؤاخَذتِهم بها .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/17/10
﴿یُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [الجمعة ١]
أي: يسبح لله، وينقاد لأمره، ويتألهه، ويعبده، جميع ما في السماوات والأرض، لأنه الكامل الملك، الذي له ملك العالم العلوي والسفلي، فالجميع مماليكه، وتحت تدبيره، ﴿الْقُدُّوسُ﴾ المعظم، المنزه عن كل آفة ونقص، ﴿الْعَزِيزُ﴾ القاهر للأشياء كلها، ﴿الْحَكِيمُ﴾ في خلقه وأمره.
فهذه الأوصاف العظيمة مما تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/62/1