الكفر نوعان: كفر أكبر، وكفر أصغر.

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]الكفر نوعان: كفر أكبر، وكفر أصغر. الكفر الأكبر: هو الكفر الاعتقادي المضادُّ لأصل الإيمان، وبحصوله يخرج العبد من الإسلام، ويُحبط عمله، ويوجب له الخلود في النار مع الكافرين. الكفر الأصغر: لا يُخْرِج صاحبه من الملَّة ولا يوجب الخلود في النار، وإنما عليه الوعيد الشديد، وهو كفر النعمة، مثل قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل: 112). وقوله ﷺ: (اثنتان في الناس هما بهم كفر؛ الطعن في النسب والنياحة على الميت) (رواه مسلم 67). فهذا وأمثاله كفر دون كفر وهو لا يُخْرِج من الإسلام.[/box]

الشرح و الإيضاح

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً.
أي: وجعَلَ اللهُ قَريةً يعيشُ أهلُها في أمنٍ واطمِئنانٍ واستقرارٍ مَثَلًا لكُلِّ مَن أنعَمَ اللهُ عليهم، فأبطَرَتْهم النِّعمةُ وكَفَروا وتوَلَّوا، فأحلَّ اللهُ بهم نِقَمَه .
كما قال تعالى عن مكَّةَ: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ [العنكبوت: 67].
وقال سُبحانَه: لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [قريش: 1 – 4].
يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ.
أي: يأتي أهلَ تلك القَريةِ أقواتُهم ومَعايشُهم بوَفرةٍ وهَناءٍ وسُهولةٍ، مِن كُلِّ ناحيةٍ .
كما قال تعالى: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا [القصص: 57].
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ.
أي: فجحَدَ أهلُ تلك القَريةِ بما أنعَمَ اللهُ عليهم، فلم يَشكُروا اللهَ عليها .
كما قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم: 28].
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ.
أي: فأذاق اللهُ أهلَ تلك القَريةِ الجُوعَ والخَوفَ الذي بان أثَرُه عليهم مِن الهُزالِ وشُحوبةِ اللَّونِ وسُوءِ الحالِ مِمَّا ظهَرَ على أبدانِهم، وذلك بعد أن كانوا في رَغَدٍ مِن العَيشِ والأمْنِ؛ بسبَبِ ما كانوا يَصنَعونَ مِن الكُفرِ وجُحودِ النِّعَمِ، والتَّكذيبِ بالحَقِّ، وارتِكابِ المعاصي .
عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ الله عنه، قال: ((إنَّ قُرَيشًا لَمَّا غَلَبوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستَعصَوا عليه قال: اللهُمَّ أعِنِّي عليهم بسَبْعٍ كسبعِ يوسُفَ، فأخذَتْهم سَنَةٌ (14) أكَلوا فيها العِظامَ والميتةَ مِن الجَهْدِ، حتى جعَلَ أحَدُهم يرى ما بينَه وبينَ السَّماءِ كهَيئةِ الدُّخَانِ مِن الجُوعِ)).
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/16/25

يَحكي عبيدُ الله أنَّ عبدَ الله بنَ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: خِلالٌ مِن خلالِ الجاهليَّة، أي: خِصالٌ مِن خِصالِ الجاهليَّةِ: الطَّعنُ في الأنسابِ، أي: القدحُ فيها بغيرِ علمٍ، والنِّياحةُ على الميِّتِ، وهي رفعُ الصَّوتِ بذِكرِ محاسنِه، وتَعدادِها، ونسِي عبيدُ اللهِ الرَّاوي الخَلَّةَ الثَّالثةَ.
قال سفيانُ بنُ عُيَينةَ: ويقولون: إنَّها، أي الثَّالثةَ، الاستسقاءُ بالأنواءِ، جمعُ نَوْءٍ، وهو منزلُ القمرِ، كانوا يقولون: مُطِرْنا بنَوْءِ كذا، وسُقِينا بنَوْءِ كذا.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/7645