طريق الرجاء والأمل في رحمة الله هو العمل الصالح.
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218].
{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 5- 6].
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57].
الشرح والإيضاح
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا).
أي: فمَن كان يرجو رُؤيةَ اللهِ في الآخرةِ، وثوابَه، ويخشَى عِقابَه؛ فلْيَعمَلْ في الدُّنيا عَمَلًا صالِحًا خالِصًا لله، مُوافِقًا لِشَرعِه.
(وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
أي: لا يعبُدْ معَ اللهِ غيرَه ولا يُراءِ في عبادةِ اللهِ أحدًا مِن الخَلقِ، بل يَجعَل عبادتَه خالِصةً لله وَحدَه لا شَريكَ له.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/18/27
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)).
أي: إنَّ الذين صدَّقوا وأقرُّوا بالحقِّ منقادينَ إليه، والذين انتقَلوا من موضعٍ إلى آخَرَ فرارًا من مخالطة المشركين ومساكنتِهم، وربَّما فارَقوا بذلك عشائرهم وأوطانهم؛ حفاظًا على دِينهم، والذين بذلوا جهدَهم في مقاتلة الأعداء نصرًا لدين الله تعالى، وإعلاءً لكلمته، فهؤلاء- ذَوُو الطبقة العالية الرفيعة- لائقون وجديرون حقًّا بأن يطمعوا في نَيل رحمة الله تعالى لهم، وأنْ يُدخِلَهم دار كرامته، وسيَحظَون بما أمَّلوا وطمِعوا فيه؛ ذلك أنَّ الله تعالى غفورٌ رحيم؛ فبمغفرته ستَر ذنوبهم وتجاوز عنها، وأذهب آثارها وعقوباتها في الدنيا والآخرة، وبرحمته وفَّقهم لتلك الأعمال الجليلة، ويمنحهم في الدَّارين الخيراتِ والمراتبَ النَّبيلة.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/37
(مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ).
أي: مَن كان يَطمَعُ في لِقاءِ اللهِ يَومَ القيامةِ، فإنَّ القيامةَ واقِعةٌ قَريبًا لا مَحالةَ.
(وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
أي: واللهُ وَحْدَه هو السَّميعُ لجَميعِ الأصواتِ، العَليمُ بكُلِّ الكائناتِ؛ فهو السَّميعُ لِقَولِ مَن قال: آمَنَّا بالله، العليمُ بصِدقِ أو كَذِبِ دَعواهم، ويَعلَمُ مَن كان صادِقًا في رَجاءِ لِقائِه، فيُثيبُه ويَمنَحُه ما يَرجوه.
(وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ).
أي: ومَن بَذَلَ جُهدَه في حَمْلِ نفْسِه على فِعْلِ ما أمَرَه اللهُ، وتَرْكِ ما نهاه عنه؛ وتحمَّلَ المَشاقَّ في سَبيلِ اللهِ، وقِتالِ أعدائِه، ومُجاهَدةِ شَيطانِه- فإنَّما نَفْعُ ذلك وثَوابُه لِنَفْسِه في الدُّنيا والآخِرةِ .
(إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
أي: إنَّ اللهَ غَنيٌّ عن جَميعِ خَلْقِه، فلا تَنفَعُه أعمالُهم وعِبادتُهم، كما لا تَضُرُّه مَعصيتُهم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/29/1