الرزق في الدنيا ليس دليلًا على توفيق المرء وكرامته

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) [سورة الرعد: 26]. سعة رزقهم ليس تكريمًا لهم، كما أن تضييق رزق بعض المؤمنين ليس لإهانة لهم، وإنما كل من الأمرين صادر منه تعالى لحِكَم إلهية يعلمها سبحانه، وربما وُسِّع على الكافر إملاءً واستدراجًا له، وضُيِّق على المؤمن زيادةً لأجره. [تفسير الألوسي: ١٣/١٨٤] (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فرحًا أوجب لهم أن يطمئنوا بها، ويغفلوا عن الآخرة، وذلك لنقصان عقولهم. [السعدي:٤١٧][/box]

الشرح والإيضاح

اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ.
أي: اللهُ وَحدَه هو الذي يُوَسِّعُ الرِّزقَ لِمَن يشاءُ، ويُضَيِّقُ الرِّزقَ على من يَشاءُ، بحسَبِ ما تَقتضيه حِكمتُه .
كما قال تعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [العنكبوت: 62].
وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
أي: وفَرِحَ الكُفَّارُ- الذين وسَّعَ اللهُ أرزاقَهم- بنعيمِ الحياةِ الدُّنيا فَرَحَ بَطَرٍ وطُغيانٍ، وغَفَلوا عن الآخرةِ.
كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يونس: 7- 8].
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ.
أي: وما نعيمُ الحياةِ الدُّنيا في جَنبِ نَعيمِ الآخرةِ إلَّا شَيءٌ حَقيرٌ، وتمتعٌ ضئيلٌ لا قيمةَ له، سرعانَ ما ينقضي ويزولُ .
كما قال تعالى: قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: 77].
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/13/7