البخيل عدو للناس فاتق شح نفسك

واتق شُحّ النفس، فالبخيل عدو الله والناس
{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 37].

الشرح والإيضاح

﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ووقاية شح النفس، يشمل وقايتها الشح، في جميع ما أمر به، فإنه إذا وقي العبد شح نفسه، سمحت نفسه بأوامر الله ورسوله، ففعلها طائعا منقادا، منشرحا بها صدره، وسمحت نفسه بترك ما نهى الله عنه، وإن كان محبوبا للنفس، تدعو إليه، وتطلع إليه، وسمحت نفسه ببذل الأموال في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وبذلك يحصل الفلاح والفوز، بخلاف من لم يوق شح نفسه، بل ابتلي بالشح بالخير، الذي هو أصل الشر ومادته، فهذان الصنفان، الفاضلان الزكيان هم الصحابة الكرام والأئمة الأعلام، الذين حازوا من السوابق والفضائل والمناقب ما سبقوا به من بعدهم، وأدركوا به من قبلهم، فصاروا أعيان المؤمنين، وسادات المسلمين، وقادات المتقين.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/59/9

(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ)
أي: إنَّ اللهَ تعالى لا يحبُّ المختالَ الفخورَ الَّذي يُمسِك مالَه عن الإنفاق فيما أمَره الله تعالى به؛ كالإحسانِ إلى الوالدَيْنِ، والأقاربِ واليتامى والمساكين، والجارِ ذي القربى، والجارِ الجُنُب، والصَّاحبِ بالجَنْبِ، وابنِ السَّبيل، وما ملَكتِ الأيمانُ، ولا يدفعون حقَّ الله فيها، ويأمُرون النَّاسَ بالبخلِ أيضًا بأقوالِهم وأفعالِهم، ومِن البُخلِ كذلك: البُخلُ بالعِلم.
(وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)
أي: إنَّ البَخيلَ بالمالِ يُخفِي عن النَّاسِ ما لَدَيه من أموالٍ، فلا يُظهِر أثَرَ نِعمةِ الله تعالى عليه، ولا تَبِينُ في أكلِه ولا في ملبَسِه، ولا في غيرِهما؛ لأجل ألَّا يطلُبَ أحدٌ مالًا منهم، ولا يَلومهم أحدٌ إذا بَخِلوا، ويُخفي كذلك ما لَدَيه من عِلمٍ، فلا يُظهِرُه للنَّاس ليَسترشِدوا به، ومِن ذلك: إخفاءُ اليهودِ لصفةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وأمْرِ بَعثتِه.
(وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا)
أي: إنَّ هؤلاء الكفَّارَ الَّذين يبخَلون ويأمُرون النَّاسَ بالبُخل، ويكتمون ما آتاهم اللهُ تعالى من فضلِه، قد هيَّأ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم ولكلِّ كافرٍ عقابًا مُذلًّا مخزيًا، جزاءً على كفرِهم واستكبارِهم على أداء حقوقِ الله تعالى وحقوقِ عباده.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/4/13

تحميل التصميم