[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] الإخلاص ثمرة الكتب المنزلة من عند الرب سبحانه وتعالى: ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً﴾ [الإسراء: 2]، قال الشنقيطي: “نهيهم عن اتخاذ وكيل من دون الله؛ لأن الإخلاص لله في عبادته هو ثمرة الكتب المنزلة على الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه”( أضواء البيان، 3/ 11).[/box]
الشرح والإيضاح
(وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2)).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها: أنَّه لَمَّا ذكَرَ اللهُ تعالى تشريفَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالإسراءِ وإراءتِه الآياتِ؛ ذكَرَ تشريفَ موسَى بإيتائِه التَّوراةَ .
وأيضًا لَمَّا ثبت بهذه الخارقةِ ما أخبَرَ الله به عن نفسِه المقَدَّسة من عظيمِ القُدرةِ على كُلِّ ما يريدُ، وما حباه صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم به من الآياتِ البيِّناتِ في هذا الوقتِ اليسير؛ أتبَعَه ما مَنَحَ في المسيرِ مِن مصرَ إلى الأرضِ المقدَّسةِ مِن الآياتِ في مُددٍ طِوالٍ جدًّا موسى عليه السَّلامُ الذي كان أعظَمَ الأنبياءِ بركةً على هذه الأمَّةِ ليلةَ الإسراءِ (18) .
وأيضًا لَمَّا ذكَرَ تعالى أنَّه أسرى بعَبدِه مُحَمَّدٍ صلواتُ اللهِ وسَلامُه عليه، عطَفَ بذِكرِ موسى عَبدِه وكَليمِه عليه السَّلامُ؛ فإنَّه تعالى كثيرًا ما يَقرِنُ بين ذِكرِ موسى ومُحَمَّدٍ عليهما السَّلامُ، وبين ذِكرِ التَّوراةِ والقُرآنِ .
وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ.
أي: وآتَينا موسى التَّوراةَ .
كما قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [القصص: 43].
وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ.
أي: وجَعَلْنا كِتابَ موسى هاديًا لبني إسرائيلَ إلى الحَقِّ .
كما قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ [السجدة: 23].
أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا.
أي: ألَّا تتَّخِذوا -يا بني إسرائيلَ- مِن دوني مَعبودًا تعتَمِدونَ عليه، وتَكِلونَ أمورَكم إليه .
كما قال تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [النساء: 81].
وقال سُبحانه: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [المزمل: 9].
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/17/1